من أسرار القرآن الكريم وهداياته
سورة البقرة
الدرس رقم ( ٦ )
التوفيق بين قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) وبين ما وقع من الكفار من الشك في القرآن العظيم
قال العلامة ابن جماعة : .
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺸﻚ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﻳﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ؟ .
ﺟﻮاﺑﻪ:
ﺃﻧﻪ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺭﻳﺒﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﺩﻟﺔ ﺻﺤﺘﻪ
راجع كشف المعاني
وقال صاحب فتح الرحمن : .-
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻻﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ) ﺃﻱ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ.
ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻰ اﻟﺮﻳﺐ، ﻭﻛﻢ ﺿﺎﻝ اﺭﺗﺎﺏ ﻓﻴﻪ؟
الجواب
ﻗﻠﺖ: اﻟﻤﺮاﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺮﻳﺐ،
ﺃﻭ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭاﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.
ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﻧﻔﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻨﻬﻲ، ﺃﻱ ﻻ ﺗﺮﺗﺎﺑﻮا ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻧﻈﻴﺮﻩ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺇﻥ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺁﺗﻴﺔ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﺎ.)
ومما تقدم يعلم الجواب عن السؤال وإزالة الالتباس وكشف الشبهة .
والله تعالى أعلى وأعلم.
تنبيه
(شيروا ) هذه الدروس لينتفع بها الجميع فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم.
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق