القائمة الرئيسية

الصفحات

الجمع بين كون القرآن الكريم هدى للمتقين وكونه هدى للناس

من أسرار القرآن الكريم وهداياته 
     الدرس رقم ( ٨ ) 
الجمع بين كون القرآن هدى للمتقين وكونه هدى للناس 
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ.
ﺧﺼﺺ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻫﺪﻯ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، 
ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺪاﻩ ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ اﻵﻳﺔ 
[ 2 \ 185] 
كيف نجمع بين المعنيين ونحل ذلك الإشكال ؟ 
       الجواب 
         وجه الجمع بينهما 
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى 
ﻭﺟﻪ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ اﻝﻫﺪﻯ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮءاﻥ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﺎﻡ، ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﺎﺹ
، ﺃﻣﺎ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺇﺑﺎﻧﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ اﻟﻤﺤﺠﺔ، ﺳﻮاء ﺳﻠﻜﻬﺎ اﻟﻤﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺃﻣﺎ ﺛﻤﻮﺩ ﻓﻬﺪﻳﻨﺎﻫﻢ 
[ 41 \ 17] 
، ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻜﻮﻫﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻓﺎﺳﺘﺤﺒﻮا اﻟﻌﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪﻯ 
[ 41 \ 17] 
.
ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻧﺎ ﻫﺪﻳﻨﺎﻩ اﻟﺴﺒﻴﻞ 
[ 76 \ 3] 
، ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺸﺮ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻣﺎ ﺷﺎﻛﺮا ﻭﺇﻣﺎ ﻛﻔﻮﺭا 
[ 76 \ 3] 
.
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ ﻓﻬﻮ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪﻯ اﻟﻠﻪ اﻵﻳﺔ 
[ 6] 
.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻤﻦ ﻳﺮﺩ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻹﺳﻼﻡ 
[ 6 \ 125] 
.
ﻓﺈﺫا ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻫﻮ اﻟﺘﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭاﻝﻫﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﺇﺑﺎﻧﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ اﻟﻤﺤﺠﺔ، ﻭﺑﻬﺬا ﻳﺮﺗﻔﻊ اﻹﺷﻜﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ 
[ 28 \ 56] 
، ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ 
[ 42 \ 52] 
، ﻷﻥ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻤﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺨﺎﺹ، ﻷﻥ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ: ﻭﻣﻦ ﻳﺮﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻓﻠﻦ ﺗﻤﻠﻚ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ 
[ 5 \ 41] 
.
ﻭاﻝﻫﺪﻯ اﻟﻤﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﻮ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﺑﺎﻧﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﺤﺠﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻛﻨﻬﺎﺭﻫﺎ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺩاﺭ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ 
[ 10 \ 25] 
.

راجع دفع الاضطراب عن آيات الكتاب الشنقيطي 
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
 العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات