مشاركه صحفيه جريدة عقيدتى

من أسرار القرآن الكريم 

   المعرفة الحقة بالله لا تكون إلا عن طريق رسل الله 

            عليهم جميعا الصلاة والسلام 

          سؤال والجواب عنه 

يسأل بعض الأصدقاء 

قول السحرة ( آمنا برب العالمين ) كاف في الإيمان بالله عز وجل ....

إذا كان ذلك كذلك فلماذا قالوا بعد ذلك ( رب موسى وهارون ) ؟ 

أليس هذا من الزيادة ؟ 

            الجواب 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

       وبعد 

 فإن كل كلمة في القرآن لها معنى تدل عليه عرف ذلك من عرف وجهل ذلك من جهل ...

هذا وفي ذكر ( رب موسى وهارون ) بعد ذكر ( رب العالمين ) فوائد نبه عليها بعض أهل العلم منها ما يلي .

               الفائدة الأولى 

  ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ تعالى  ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺴﺤﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺮﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﺭﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﺗﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ .

وعلى هذا فالمعرفة الكاملة بالله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز لا تكون إلا عن طريق رسل الله تعالى .

               الثانية 

مما يخص هذا المقام : .

                    أﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺮﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺇﻳﺎﻱ ﺗﻌﻨﻮﻥ . 

ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﺭﺏ ﻣﻮﺳﻰ .

 ﻗﺎﻝ ﺇﻳﺎﻱ ﺗﻌﻨﻮﻥ ﻷﻧﻲ ﺃﻧﺎ اﻟﺬﻱ ﺭﺑﻴﺖ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﺯاﻟﺖ اﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻭﻋﺮﻑ اﻟﻜﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﻔﺮﻭا ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﺈﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء 

        الثالثة 

ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺧﺼﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻷﻥ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺮﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ. 

الرابعة 

ﺧﺼﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﻔﻀﻴﻼ ﻭﺗﺸﺮﻳﻔﺎ ﻛﻘﻮﻟﻪ: ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﻴﻜﺎﻝ [اﻟﺒﻘﺮﺓ: 98] .  

راجع مفاتيح الغيب عند هذا الموضع من سورة الأعراف .

وبهذا يعلم الجواب والله تعالى أعلى وأعلم .

               تنبيه

  ( شيروا )  تلك الفوائد كي تحصلوا على الثواب في الدنيا والآخرة. 

هذا من الصدقة الجارية. 

وتابعونا على هذه الصفحة العامة لمعرفة المزيد بعون الله تعالى 

تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال. 

أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط