(( حكم الشماتة فيما يقع من مصائب عند الآخرين ))
سؤال والجواب عنه
هل يصح ما يقع من البعض من شماتة في مصائب الآخرين وبخاصة عند الموت ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فتقول لهؤلاء الشامتين في مصائب الناس لقد وقعتم في مخالفات شريعة واضحة منها ما يلي
أولا
مصيبة الموت من أعظم المصائب كما قال تعالى ( فأصابتكم مصيبة الموت ) والواجب عند هذه المصيبة الاعتبأر والإتعاظ والرحمة الإنسأنية بل والبكاء على القريب والصديق وليس الشماتة .
ولقد قام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة ولما قيل له إننا جنازة يهودي ؟
قال صلى الله عليه وسلم أليست نفسا .
رواه البخاري ومسلم
ثانيا
التشفي بالموت ليس خلقا دينيا ولا إنسانيا وكما لا يسعد الإنسان أن يشمت فيه عيره فمن باب أولى يجب عليه هو أن يبتعد عن الشماتة في مصاب الآخرين وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله وببتبيك )
رواه الترمذي وحسنه .
ثالثا
الشماتة بالآخرين تنافي الرحمة التي يفترض أن تكون موجودة في قلب المسلم فمن لا يرحم لا يرحم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام وكانوا في قحط وهم الذين ناصبوه العداء ولا يزالون على كفرهم لم يشمت النبي صلى الله عليه وسلم بهم وإنما أمره أن يصلهم بعد أن استجاروا بالبي صلى الله عليه وسلم وناشدوه الرحم . علما أن أمر من مات في الطائرة يختلف عن ذلك ويدعو إلى الرحمة والشفقة أكثر وليس أن يجرح الشامتون أهلهم بما حدث .
رابعا
الشماتة التي يظهرها بعض الناس فيمن يختلفون معهم خلق من أخلاق المنافقين فقد ورد في صحيح البخاري في علامات المنافق ( وإذا خاصم فجر ) .
ومعلوم أن من الفجور إظهار الشماتة في مصائب من تختلف معهم ...
وأخيرا نذكر الشامتين أن الشماتة في المصائب وصف الله تعالى به الكافرين والمنافقين قال تعالى ( إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها )
هذا ومن أراد الزيادة فيراجع فتاوى الأزهر ج 10 ص 265 .
ألا فليتق الله تعالى من يشمت في مصائب الناس .
فمن لا يرحم لا يرحم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
والله تعالى أعلى وأعلم
تنبيه
لا تنسوا ( تشيير ) هذا التحذير حتى يراجع الشامتون موقفهم ...
وراجعوا صفحتنا العامة هذه لمعرفة الجديد والمفيد والرد على أسئلتكم بعون الله المجيد
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق