القائمة الرئيسية

الصفحات

التلفظ بالنية 
ما أن نشرت جريدة عقيدتي مقالا مختصرا لي 
     التلفظ بالنية ليس بدعة 
ما أن حدث ذلك حتى جاء بعض الناس مستنكرا ذلك .
     وإليك توضيح الأمر 
المشكلة أن كثيرا من الناس لا يريدون المزيد من الجهد والاطلاع على آراء أهل العلم ...
بل يكتفون بأوراق مصورة من هنا أو هناك تقول إن ذلك بدعة ، ويعنون أنها بدعة ضلالة ...
وليس الأمر كذلك ...
   وإليك فتوى مطولة في ذلك 
     للشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى 
 ﻋﻄﻴﺔ ﺻﻘﺮ. ﻣﺎﻳﻮ 1997 م 
  ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ: ﺇﻥ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﺑﺪﻋﺔ، ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻬﻞ ﻟﻮ ﺗﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﺗﺒﻄﻞ ﺻﻼﺗﻪ ﺃﻭ ﻳﻀﻴﻊ ﺛﻮاﺑﻬﺎ؟ 
             الجواب 
اﻟﻨﻴﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻘﺼﺪ، ﻭاﻟﻘﺼﺪ ﻋﻤﻞ ﻗﻠﺒﻰ، ﻓﻼ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﺒﻮﻝ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺳﺮا ﺃﻭ ﺟﻬﺮا. 
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﻳﺴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪ اﻟﻠﺴﺎﻥ اﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻠﻮ ﺗﺮﻙ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ، ﺇﺫا ﺗﻮاﻓﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻌﺪ اﻷﺩاء اﻟﺸﻜﻠﻰ، ﻭﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﺸﻮﻉ ﻭاﻹﺧﻼﺹ.
 ﻭﺟﺎء ﻓﻰ "ﻓﻘﻪ اﻟﻤﺬاﻫﺐ اﻷﺭﺑﻌﺔ" ﺃﻥ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮا: اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﺧﻼﻑ اﻷﻭﻟﻰ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﻮﺳﻮﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﺪﻭﺏ، ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻮﺳﻮﺳﺔ.
 ﻭﻗﺎﻝ اﻷﺣﻨﺎﻑ: ﺇﻥ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺪﻋﺔ. ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻭﻻ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ. ﻭﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻮﺳﻮﺳﺔ. 
ﻓﺎﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻥ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ. ﺑﻞ ﻗﺎﻝ اﻷﺣﻨﺎﻑ: ﺇﻧﻪ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ: ﺇﻧﻪ ﺧﻼﻑ اﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﻮﺳﻮﺱ ﻓﻴﻜﻮﻥ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﻣﻨﺪﻭﺑﺎ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﺴﻨﺎ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ: ﺇﻧﻪ ﺳﻨﺔ. 
ﻭاﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺯاﺩ اﻟﻤﻌﺎﺩ" ﺟ 1 ﺻ 51 ﻧﻌﻰ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺠﻮاﺯ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ، ﻭﺻﺤﺢ ﺭﺃﻯ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫا ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻝ: اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ اﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻗﺎﻝ: ﺃﺻﻠﻰ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﻛﺬا ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﺄﻣﻮﻣﺎ، ﻭﻻ ﻗﺎﻝ: ﺃﺩاء ﻭﻻ ﻗﻀﺎء ﻭﻻ ﻓﺮﺽ اﻟﻮﻗﺖ. ﻭﻫﺬﻩ ﻋﺸﺮ ﺑﺪﻉ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﻗﻂ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻻ ﻣﺴﻨﺪ ﻭﻻ ﻣﺮﺳﻞ ﻟﻔﻈﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﺘﺔ، ﺑﻞ ﻭﻻ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻻ اﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻻ اﻷﺋﻤﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻏﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺬﻛﺮ، ﻓﻈﻦ ﺃﻥ اﻟﺬﻛﺮ ﺗﻠﻔﻆ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭاﺩ اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ اﻹﺣﺮاﻡ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺤﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﺃﻣﺮا ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻰ ﺻﻼﺓ ﻭاﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ؟
 ﻫﺬا ﻫﻮ ﺭﺃﻯ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ،
 ﻭﻟﻷﺋﻤﺔ ﺁﺭاﺅﻫﻢ،
 ﻭاﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ اﻟﺨﻂ ﺃﻧﻪ ﺿﻼﻟﺔ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﺎء ﺃﻓﺎﺿﻞ، ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﺒﺎ ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﺎ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻﺕ ﻛﺎﻟﻮﺳﻮﺳﺔ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻀﺮ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻔﻊ
انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
 أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات