القائمة الرئيسية

الصفحات

دعاء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنه معناه وفضله

دعاء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 
دعاء عظيم النفع واظب عليه 
٣ مرات في الصباح 
و ٣ مرات في المساء 
حتى تحظى بخيري الدنيا والٱخرة .
   شرح مفصل لذلك الدعاء منسوخ مما كتبه بعض أهل العلم 
  جاء عن أنسٍ  قال: قال النبي ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

هذا الحديث أخرجه النَّسائي في "السنن الكبرى" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وغير هؤلاء.

 وقال عنه المنذري: إسناده صحيح وجاء في صحيح الجامع: إسناده حسنٌ .

وهناك حديثٌ قريبٌ من هذا اللَّفظ، وهو عن أنسٍ أيضًا -رضي الله تعالى عنه-، لكن ليس في أذكار الصَّباح والمساء، وإنما في الكرب، فهو بلفظٍ مُوجَزٍ مُختصرٍ، وليس كهذا اللَّفظ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث.

وقوله هنا ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ هذا فيه تحفيزٌ للسَّامع، وتنشيطٌ له، من أجل أن يستمع، وأن يقبل ما يُلقى إليه: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟، وليس هنا ما يمنعها -رضي الله عنها-، بل هي في غاية القبول.

والوصية: هي ما يُطلب من الإنسان فعله أو تركه، مع التَّأكيد عليه بالفعل أو الترك، يعني: بالامتثال، هذه هي الوصية، فالأمر والنَّهي المقرون بالتأكيد يُقال له: وصية، والأمر الذي يكون معه ما يدفع على الفعل والامتثال يكون ترغيبًا، وما يكون فيه الزجر عن الفعل يكون ترهيبًا، لكن الوصية هي الأمر أو النَّهي المؤكد.

فهنا: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

و (الحيّ، القيّوم)  /؛(الحيَّ) هو ذو الحياة الكاملة من كل وجهٍ، ليست مسبوقةً بعدمٍ، ولا يلحقها عدمٌ، ولا يعتريها نقصٌ، وأنَّ النوم نقصٌ، والهمّ والغمّ والحزن والمرض كلّ ذلك نقصٌ في الحياة، فالله له الحياة الكاملة.

وهو (القيّوم)، و (القيوم) هو القائم بنفسه، القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم، فهو قائمٌ بنفسه، مُقيمٌ لغيره، لا قيامَ لهم إلا به، فلو تخلَّى عنه طرفةَ عينٍ لكان ذلك هلاكًا مُحقَّقًا لهم.

فحينما يتوسّل الدَّاعي بهذين الاسمين، ويدعو بهما: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث ففيه استغاثةٌ بالرحمة، وهي صفةٌ من صفات الله ، وأوصافه تابعةٌ لذاته، فهي غير مخلوقةٍ، فيجوز الاستغاثة بالصِّفة، والاستعاذة بها: أعوذ بعظمتك، وأعوذ بنور وجهك، وأعوذ بعزَّة الله وقُدرته. هذا في الاستعاذة، لكن في السُّؤال والدُّعاء والطَّلب: لا يصحّ سؤال الصِّفة استقلالاً؛ لأنَّ الصِّفات مُلازمة للذات، فلا يقول: يا رحمةَ الله، ولا: يا عزةَ الله، أعزيني، ولا: يا قوّة الله، انصريني. وإنما يقول: يا الله، يا قوي، انصرني. فالصِّفة لا تُدْعَى، وإنما الذي يُدْعَى الموصوف، يُدْعَى بهذه الأسماء المتضمنة لهذه الأوصاف الكاملة في كل مقامٍ بما يُناسبه، وبما يصلح لمثله.

فهنا يقول: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث فهذه الرحمة صفةٌ ثابتةٌ لله -تبارك وتعالى-، وهي مُتعلَّق الاستغاثة هنا، ولا يكون ذلك بمخلوقٍ بحالٍ من الأحوال، فهو يتوسّل إلى الله -تبارك وتعالى- بحياته وقيّوميته، ويستغيث برحمته.

وهذان الاسمان: (الحيّ، القيّوم) إليهما يرجع عامَّة الأسماء الحسنى، بل قال بعضُ أهل العلم: يرجع إليهما جميع الأسماء الحسنى؛ لأنَّ مَن له الحياة الكاملة، والقيّومية الكاملة، ينبغي أن يكون هو الإله، الربّ، الخالق، الرازق، القادر، المحيي، المميت، إلى غير ذلك.

ومن هنا قال بعضُ أهل العلم -وهو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله-: بأنَّ (الحيَّ، القيّوم) هما الاسم الأعظم
اقرا ايضا( ذكر نبوي يستعان به لقضاء الديون ) سؤال والجواب عنه يسأل بعض الأصدقاء : علي ديون أربد التوفيق من الله تعالى لسدادها فهل هناك ذكر نبوي أستعين به في ذلك الجواب لقضاء الديون والاستعانة بفضل الله تعالى على كل ذلك يلزمك أن تقون بأمرين أولا أن تكون صادقا في أداء ما عليك من حقوق العباد .قال صلى الله عليه وسلم ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله تعالى عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ) ثانيا أن تستعين بالذكر النبوي العظيم الوارد في ذلك الأمر .عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال : إني عجزت عن كتابي فأعني .قال : ألا أعلمك كلمات علمنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لو كان عليك مثل جبل صير دينا أداه الله عنك ؟ .قال قل : ( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب انظر سنن الترمذي أبواب الدعوات باب ا ج 10 ص 7- 6 . وانظر المستدرك رقم 2016 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .وحسنه في صحيح الترغيب رقم 1820 .تعليقات على الحديث 1 - المكاتب : عبد علق سيده عتقه على إعطائه كذا من المال .2 - حينما أخبر العبد سيدنا عليا رضي الله عنه بحاله وحاجته إلى المال علمه هذا الدعاء ويبدو أنه لم يكن عنده ما يعينه على ما طلب ذلك العبد .3 - جبل صير جبل لطيء ويروى صبير . انظر تحفة الأحوذي ج 10 ص 7 -6 . ( تنبيه ) ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على الدعاء العظيم سواء كان مدينا أوغير مدين ، لأن لفظه يشعر بالتحصن بالله عز وجل في كل وقت وعلى أي حال . وبهذا يعلم الجواب والله تعالى أعلى وأعلم .أد / مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضا(( الورد السادس )) فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بالعدد ( مائة ) أن يقرأ المسلم كل ليلة مائة آية من القرآن الكريم . عن تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ) رواه الدارمي وهو حديث صحيح اظر سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 644 . فوائد الأولىأقل ما يخرج المسلم من الغفلة أن يقرأ كل ليلة عشر أيات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ) رواه الحاكم وهو حديث صحيح لغيره انظر صحيح الترغيب رقم ١٤٣٦ . الثانية سؤال ماذا يفعل الأمي الذي لا يحفظ إلا قصار السور ؟ الجواب يستطيع أن يقرأ قبل النوم ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها ٢٥ مرة لأن السورة الكريمة ٤ آيات × ٢٥ = ١٠٠ هذا وتكرير السورة الكريمة وارد في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أعظم الفوائد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه أحمد وهو حديث صحيح انظر صحيح الجامع رقم ٦٤٧٢ الصحيحة ٥٨٩ . الثالثة راجعوا بقية الأوراد النبوية الليلية فيما كتبناه قبل ذلك على هذه الصفحة العامة وذلك في التحصينات النبوية ومن ذلك قراءة سورة الملك كل ليلة لأنها تمنع عن قارئها كل ليلة عذاب القبر قراءة آية الكرسي لأنها تحفظ المسلم من الشياطين قراءة سورة ( الكافرون ) لأنها براءة من الشرك كل ذلك ثابت عن المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمالأد / مختار مرزوق عبدالرحيمأستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط .
اقرا ايضا(( رد على من يقول بأن المرأة ليس عليها خدمة زوجها ))سؤال والجواب عنه هناك من يسأل : سمعت أحد دعاة الفضائيات يقول إنه لا يجب على المرأة أن تخدم زوجها فما هو الحكم ؟ الجواب هذا رأي لبعض الفقهاء وهو قول مرجوح .والصحيح خلافه وهو أن على المرأة أن تخدم زوجها في المنزل والدليل على ذلك ما يلي : . ورد من كلام بعض المحققين من العلماء ما يلي 1 - قال تعالى في شأن الزوجان ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) وخدمة المرأة لزوجها هو المعروف عند من خاطبهم الله تعالى بكلامه . أما ترفيه المرأة وقيام الرجل بالخدمة - الكنس والعجن والخبز والغسل - الخ فهذا ليس من المعروف وبخاصة أن الرجل يعمل ويكدح خارج المنزل فمن العدل أن تعمل المرأة داخله .2 - هذا العمل تقوم به كل النساء ونحن نسأل الشيخ الذي قال ذلك : هل تخدم أنت زوجتك ؟ . وهل يخدم أصحابك زوجاتهم ؟ الخ وهل كل إنسان يستطيع أن بستأجر من يخدم امرأته ؟ . 3 - إن مثل هذه الآراء تجعل النساء تعصي الأزواج في خدمة المنزل . لأنك ذكرت رأيا مرجوحا وتركت الراجح .4 - قال العلامة ابن القيم : إن العقود المطلقة إنما تنزل على العرف والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الداخلة ويقول الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) وإذا لم تخدمه المرأة - بل كان هو الخادم لها - فهي القوامة عليه . 5 - المروي عن نساء الصحابة أنهن كن يقمن بخدمة أزواجهن ومصالح بيوتهن . صح عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت : كنت أخدم الزبير - زوجها - خدمة البيت كله وكان له فرس فكنت أسوسه ... وفاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كانت تخدم عليا وتقوم بشئون بيته وهي سيدة نساء العالمين . 6 - المرأة المسلمة في كل البيوت تخدم زوجها بحكم الفطرة وبمقتضى التقاليد الموروثة منذ عصر النبوة فلا تفسدوا على الناس بيوتهم وتتسببوا في عصيان النساء لرجالهم . والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . تنبيه انشروا تلك الفتوى ردا على من قال ذلك من دعاة الفضائيات ليفسدوا العلاقة الزوجية في بيوت المسلمين .وتابعونا على هذه الصفحة العامة للرد على ما يثار هنا وهناك من كلام تنقصه الدقة العلمية .تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط

ومن المعلوم  أنَّ هذا من أقوى الأقوال، وهو يلي القول بأنَّ الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة (الله)، وأنَّ هذا عليه الجمهور، وأنَّ دلائله أكثر وأوضح، ثم يلي ذلك في القوّة: (الحيّ، القيّوم)، فابن القيم -رحمه الله- يرى أنَّ الاسم الأعظم هو (الحيّ، القيّوم)، 
وهذا سبقه إليه جمعٌ من أهل العلم: كالإمام النَّووي -رحم الله الجميع.

وذلك -كما سبق- أنَّ صفةَ الحياة والقيّومية ترجع إليهما الصِّفات؛ فصفة الحياة يقولون: ترجع إليها جميع صفات الأفعال، وهذا يذكره مثل الحافظ ابن القيّم -رحمه الله-، وأنَّ الحياةَ الكاملةَ تُضاد جميع الأسقام والآلام؛ ولهذا كملت حياة أهل الجنَّة؛ حيث لا همَّ، ولا غمَّ، ولا مرضَ، ولا حزن، ولا غير ذلك من الآفات، بخلاف حياتنا في هذه الدَّار، ونقص الحياة لا شكَّ أنه يُنافي أيضًا القيومية[، فهناك مُلازمة بين الحياة والقيّومية؛ فإنَّ كمال القيومية يكون بكمال الحياة؛ لأنَّه لا يكون قائمًا بنفسه من كل وجهٍ، وهو المقيم لغيره بأرزاقهم، وأقواتهم، ومعايشهم، وأحوالهم، وأعمالهم، يقوم عليها بها، إلا مَن كانت حياتُه كاملةً، فالذي ينام مثلاً هذا نقصٌ في الحياة، لا يمكن أن يُدبّر أمر الخلائق ومعايشهم، ومَن كان يعتريه المرضُ أو العجزُ، أو نحو ذلك، فهذا لا يكون كذلك، فالحيّ المطلق التَّام الحيَّاة لا تفوته صفةٌ من صفات الكمال ألبتة، والقيّوم لا يتعذَّر عليه فعلٌ من الأفعال، فالتَّوسل بصفة الحياة والقيومية هنا في غاية المناسبة.

وجاءت الاستغاثة هنا بالرحمة، فإذا وُجدت الحياةُ الكاملة والقيومية مع الرحمة التي يُستغاث بها، وهي التي تصل بها ألطاف الله  إلى المخلوقين، وهذا المتوسّل والدَّاعي في هذا المقام يقول: برحمتك أستغيث، يطلب الغوثَ من الله -تبارك وتعالى-، مُتوسِّلاً برحمته التي تصل بها الألطاف الربانية إلى الخلق.

أصلح لي شأني كلّه هذا من جوامع الكلم، فإذا تحقق للعبد ذلك أصلح الله له شأنه كلّه، فهذا ينتظم أمور الدنيا والآخرة؛ أصلح الله له شأنَه في صلته بربه -تبارك وتعالى-، وصارت علاقتُه بالله على أحسن الأحوال وأكملها، لا يحصل له ضلالٌ وانحرافٌ وزيغٌ وإغواءٌ من الشَّيطان، وتسلّط الشيطان عليه، فكل ذلك ينتفي عنه، وتنتفي من قلبه الخواطر والوساوس والأوهام، وتنتفي عنه العلل والأوصاب، وينتفي عنه أيضًا ما يتعلق بالمكدّرات والمنغّصات التي لا تخلو منها هذه الحياة: مما يتعلق بعلاقته مع الآخرين، وعلاقته بأهله، ووالديه، وأولاده، وزوجته، وإخوانه، وقراباته، وجيرانه، ومع مَن يُزاول أعمالاً معه، كل هؤلاء تكون أحواله وصلته معهم على الوجه المرضي.

أصلح لي شأني كلّه الإنسان إذا تُرِكَ وتخلَّى الله  عنه؛ بدأ التَّمزق ينتابه من كل ناحيةٍ، فتبدأ العلاقات تسوء مع الزوجة، ومع الأقارب، وتصير علاقته سيئةً مع إخوانه، ومع جيرانه وزُملائه في العمل، ومع مَن تحت يده، وما إلى ذلك، فتبدأ هذه العلاقات تتفكَّك؛ هنا مشكلة، وهنا مشكلة، وعلاقاته ومصالحه التِّجارية الوظيفية، وما إلى ذلك، فهو بحاجةٍ إلى مثل هذه الألطاف الربانية التي تصل إليه من طريق رحمة الله -تبارك وتعالى-.

فالله هو الحيّ الذي يقوم بنفسه، ويُقيم هؤلاء الخلائق، ويقوم عليهم بأرزاقهم ومعايشهم، فالعبدُ لا يستغني عن ربِّه طرفةَ عينٍ، فهو بحاجةٍ إلى أن يُصلح له شأنه كلّه، فتصلح له أعماله، وأقواله، وعلائقه بربِّه وبالخلق.

ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ولاحظ هنا الخروج من الحول والطَّول والقوّة، والنَّظر إلى النَّفس، فمن الناس مَن يعتقد أنَّه يملك مهارات وقُدرات على التَّواصل والاتِّصال بالآخرين، وأنَّه يملك شخصيةً جاذبةً وقادرةً على تفكيك المشكلات وحلّها، وشخصية مُؤثّرة، فيعتقد أنَّه يستطيع الإقناع والتَّخلص من المواقف الصَّعبة، وأنه يملك مهارات، ولربما كان يُدرب الآخرين، ويُقدّم لهم الدَّورات في هذه الأشياء.

فينبغي للعبد ألا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك، ويعرف أنَّ الله إذا تخلَّى عنه فإنَّه يضيع، هذا في صلته بالله ، ينبغي أن يكون ذلك نصب عينيه، وأن يكون ذلك حاضرًا في قلبه، وأنَّ هذه العبادات التي يقوم بها، والأعمال الصَّالحة إنما هي توفيقٌ من الله ، ولو تخلَّى اللهُ عنه لضاع:

لو شاء رَبّك كنت أَيْضًا مثله فالقلب بَين أَصَابِع الرَّحْمَن
وفي الحديث: إنَّ قلوبَ بني آدم كلّها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحدٍ، يصرفه حيث يشاء، فالعبد بحاجةٍ إلى هداية الله ، وهو بحاجةٍ إلى تثبيتٍ، فلا يُوكل إلى نفسه طرفةَ عينٍ، وكذلك في أموره الأخرى من مكاسبه ومعايشه، وما إلى ذلك، فلا يقول هذا الإنسان: والله أنا عندي قُدرات وخبرات ودراسات في ألوان الكسب، وتحصيل المال، أو غير ذلك، فإنَّ ذلك ليس بنافعٍ له طرفةَ عينٍ، فإذا تخلَّى اللهُ عنه طرفةَ عينٍ أو أقلّ من ذلك -وطرفة العين هي حركة العين، وهو شيءٌ يسيرٌ- لكان الهلاك المحقق.

وإذا أردتَ أن تعرف قدر طرفة العين هذه يمكن أن تنظر فقط في جانبٍ من الجوانب، وهي الجلطة، في لحظةٍ يتجمّد هذا الدَّم في عرقٍ، ثم بعد ذلك تتلاشى كلّ هذه القُدرات والإمكانات العقلية والبدنية، فيُصبح هذا الإنسان القوي المفتول العضلات الذي يهزّ الأرض إذا مشى، في لحظةٍ ينتهي كل شيءٍ، فالخلق ضُعفاء.

إذًا لا ينبغي أن نلتفت إلى قوّتنا وقُدراتنا، لا قوةَ بدنية، ولا قُدرات عقلية، ولا ما يتَّصل بالعبادة، فيعتقد الإنسانُ أنَّه واثقٌ كل الثِّقة من عمله وعباداته، وأنَّ عنده من الصبر واليقين والثَّبات، وما إلى ذلك، ما لا يخاف عليه من الفتن مثلاً، فيتخلّى عن هذا كلِّه.

فإذا كان يقول ذلك حينما يُصبح، وحينما يُمسي، فهنا لا يمكن للعبد أن يتسلل إلى قلبه العجبُ، ولا الغرور، ولا يمكن أن يتسلل إلى قلبه شيءٌ من الأدواء: كالالتفات إلى النَّفس، وقوَّتها، وقدرها، وإمكاناتها، وإنما يكون في غاية الإخبات لله ، والتَّواضع للخلق؛ لأنَّه بهذه المثابة يستغيث برحمة الله صباح مساء: أن يُصلح له شأنه كلّه، وألا يكله إلى نفسه طرفةَ عينٍ.

أسأل الله  أن يُصلح لنا شأننا كلّه، دقّه وجلّه، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، ولا أقلّ من ذلك. اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

والله أعلم، 
انتهى بتصرف يسير من شرح الشيخ خالد السبت 
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الاعمال .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم 
أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط .
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات