( استثمار الوقت في العلم والعمل وصحبة العلماء ) في الصورة الأولى أجلس بين علمين كبيرين من أعلام النفسير والحديث عن يميني شيخي أ د / أحمد محرم شيخ الحديث وعن شمالي أ د / مجاهد محمد هريدي شيخ التفسير . وفي الصورة الثانية يظهر الشيوخ الكبار أد / أحمد محرم وأمامه أد / أحمد طه ريان شيخ المالكية في جمهورية مصر العربية . وبعدهما شيخنا أد / مروان مصطفي شاهين أستاذ الحديث في جامعة الأزهر والذي شرفت بمناقشته لرسالتي للدكتوراة س 1990 م وكان عنوانها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها في بناء الأمة ) . هذا ولنا مع استثمار الوقت في العلم والطاعة هذين الموقفين المتعلقين بالشيوخ الكبار .الموقف الأول مع شيخنا الحبيب أ د / أحمد محرم ما لقيته منذ أن عرفته س 1980 إلا ووجدته إما مشغولا بذكر أو بعلم .. وما انصلت به إلا وبادرته بالأسئلة لأستفيد من علمه وتجاربة .. وأذكر أن شيخنا الكبير د مجاهد قال لي راجع تلك المسألة وهي من المسائل الدقيقة التي أثارها الآلوسي فظللت يومين أبحث فيها في أكثر من 50 مرجعا ولم أجد حلها وأخيرا وجدت حلها في حاشية القونوي على البيضاوي وكانت عند الشيخ سيد مرزوق عبدالرحيم في ذلك الوقت .. المهم أنني اتصلت بالشيخ مجاهد فقال لي : حلها عمك الدكتور محرم .. فقلت في نفسي أطال الله عمركما ومنعكما بالصحة والعافية .. (( وصية )) هذا وكان من وصايا شيخنا المحرم التي تلقيناها عنه في الحرص على العلم ( فضل الكتاب على الجلباب ) ونحن دائما نذكر أبناءنا بتلك الوصية التي انتفعنا بها من شيخنا .. ومن الآثار الطيبة لتلك الوصية أنني اقتنيت مكتبة فيها نفائس الكتب في معظم المجالات ولله الحمد والمنة .. ودائما نوجه شكرنا لشيخنا ومشايخنا .. ومن الآثار الطيبة في ذلك عدت مرة من الإعارة في إحدى المرات فوجدت الشيخ زكريا صاحب مكتبة في سوهاج قد ترك لي الكتب الآتية 1- الفتح الرباني 12 مجلدا 2- الدر المصون 11 مجلدا الموسوعة الفقهية 12 مجلدا ترك كل ذلك عند شيخنا المحرم وبعد أن علمت أن هذه اختيارات الشيخ لي وأنا في الخارج دفعت ثمنها وشكرت الشيخ على حسن صنيعه وتعاهده لطلابه وأحبابه .. الموقف الثاني حكاه لي شيخنا المحرم عن العلامة الغقيه أد / طه ريان قال لي : كنت أسكن في مكة المكرمة وكان يسكن في الطابق الأعلى شيخنا الشيخ طه ريان وكان ينزل كل يوم لصلاة الفجر في المسجد الحرام ويقودني معه في الطريق ثم في سيارته .. الفريب أنه كان لا يزيد على السلام فقط ثم يبدأ في ذكر الله عز وجل وأنا أقعل ذلك أيضا .. ثم قلت له يا أستاذنا ألا تحدثني حتى أسعد بحديثك في العلم أو غيره ... فقال لي : يا شيخ محرم هذا وقت ذكر وهذه أوقات لن نجدها بعد ذلك إذا عدنا إلى مصر فنريد أن نستثمر كل لحظة في الطريق أو في البيت العتيق في ذكر الله عز وجل .. تنبيه على كل أزهري أن ينقل نلك الملامح الطيبة عن كبار الشيوخ حتى يقتدي بهم الأبناء والأصدقاء .. وحتى يعلم المتنطعون الذين على الشيوخ يتطاولون أنهم ليسوا على شيء .. حفظ الله شيوخنا في حلهم وترحالهم ونفعنا بهم وبعلمهم وحشرنا يوم القيامة مع سيد البشر سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .آمين أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق