مشاركه صحفيه جريدة عقيدتى

الجواب عن شبهة أن الإنسان لا يؤجر على كل بنيان 

   سؤال والجواب عنه 

أرسل لي بعضهم أنه باع ملكا له وبني عمارة لأولاده فهل هو محروم من الثواب ؟ 

       الجواب 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعى آله وصحبه ومن والاه .

  وبعد 

فالمسألة فيها تفصيل هذا خلاصته كما جاء في بعض فتاوى أهل العلم 

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما إنَّ كل بناءٍ وبالٌ على صاحبه إلا ما لا ، إلا ما لا ، يعني : ما لا بد منه .

رواه أبو داود ( 5237 ) وابن ماجه ( 4161 ) .

عن خبَّاب بن الأرت قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب - أو قال : في البناء - .

رواه الترمذي ( 2483 ) وابن ماجه ( 4163 ) .

قال بعضهم  :

                 اعلم أن المراد من هذا الحديث والذي قبله - والله أعلم - إنما هو صرف المسلم عن الاهتمام بالبناء وتشييده فوق حاجته ، وإن مما لا شكَّ فيه أن الحاجة تختلف باختلاف عائلة الباني قلَّة وكثرة ، ومَن يكون مضيافاً ، ومن ليس كذلك ، فهو مِن هذه الحيثية يلتقي تماماً مع الحديث الصحيح " فراش للرجل ، وفراش لامرأته ، وفراش للضيف ، والرابع للشيطان " .

رواه مسلم ( 6 / 146 ) وغيره .

ولذلك قال الحافظ بعد أن ساق حديث الترجمة وغيره :

" وهذا كله محمول على ما لا تمسّ الحاجة إليه مما لا بدَّ منه للتوطن ، وما يقي الحرَّ والبرد " .

ثم حكى عن بعضهم ما يوهم أنَّ في البناء كله الإثم !

ولكن عقَّب عليه الحافظ بقوله :

" وليس كذلك ، بل فيه التفصيل ، وليس كل ما زاد منه على الحاجة يستلزم الإثم .. فإن في بعض البناء ما يحصل به الأجر ، مثل الذي يحصل به النفع لغير الباني ؛ فإنه يحصل للباني به الثواب ، والله - سبحانه وتعالى - أعلم " . 

هذه هي خلاصة موجزة في الجواب 

والله تعالى أعلى وأعلم. 

أد / مختار مرزوق عبدالرحيم