القائمة الرئيسية

الصفحات

دعاء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 
دعاء عظيم النفع واظب عليه 
٣ مرات في الصباح 
و ٣ مرات في المساء 
حتى تحظى بخيري الدنيا والٱخرة .
   شرح مفصل لذلك الدعاء منسوخ مما كتبه بعض أهل العلم 
  جاء عن أنسٍ  قال: قال النبي ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

هذا الحديث أخرجه النَّسائي في "السنن الكبرى" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وغير هؤلاء.

 وقال عنه المنذري: إسناده صحيح وجاء في صحيح الجامع: إسناده حسنٌ .

وهناك حديثٌ قريبٌ من هذا اللَّفظ، وهو عن أنسٍ أيضًا -رضي الله تعالى عنه-، لكن ليس في أذكار الصَّباح والمساء، وإنما في الكرب، فهو بلفظٍ مُوجَزٍ مُختصرٍ، وليس كهذا اللَّفظ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث.
       فائدة ( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ) 
قوله هنا ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ هذا فيه تحفيزٌ للسَّامع، وتنشيطٌ له، من أجل أن يستمع، وأن يقبل ما يُلقى إليه: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟، وليس هنا ما يمنعها -رضي الله عنها-، بل هي في غاية القبول.

والوصية: هي ما يُطلب من الإنسان فعله أو تركه، مع التَّأكيد عليه بالفعل أو الترك، يعني: بالامتثال، هذه هي الوصية، فالأمر والنَّهي المقرون بالتأكيد يُقال له: وصية، والأمر الذي يكون معه ما يدفع على الفعل والامتثال يكون ترغيبًا، وما يكون فيه الزجر عن الفعل يكون ترهيبًا، لكن الوصية هي الأمر أو النَّهي المؤكد.

فهنا: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.
      معنى ( يا حي يا قيوم ) 
و (الحيّ، القيّوم)  /؛(الحيَّ) هو ذو الحياة الكاملة من كل وجهٍ، ليست مسبوقةً بعدمٍ، ولا يلحقها عدمٌ، ولا يعتريها نقصٌ، وأنَّ النوم نقصٌ، والهمّ والغمّ والحزن والمرض كلّ ذلك نقصٌ في الحياة، فالله له الحياة الكاملة.

وهو (القيّوم)، و (القيوم) هو القائم بنفسه، القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم، فهو قائمٌ بنفسه، مُقيمٌ لغيره، لا قيامَ لهم إلا به، فلو تخلَّى عنه طرفةَ عينٍ لكان ذلك هلاكًا مُحقَّقًا لهم.

فحينما يتوسّل الدَّاعي بهذين الاسمين، ويدعو بهما: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث ففيه استغاثةٌ بالرحمة، وهي صفةٌ من صفات الله ، وأوصافه تابعةٌ لذاته، فهي غير مخلوقةٍ، فيجوز الاستغاثة بالصِّفة، والاستعاذة بها: أعوذ بعظمتك، وأعوذ بنور وجهك، وأعوذ بعزَّة الله وقُدرته. هذا في الاستعاذة، لكن في السُّؤال والدُّعاء والطَّلب: لا يصحّ سؤال الصِّفة استقلالاً؛ لأنَّ الصِّفات مُلازمة للذات، فلا يقول: يا رحمةَ الله، ولا: يا عزةَ الله، أعزيني، ولا: يا قوّة الله، انصريني. وإنما يقول: يا الله، يا قوي، انصرني. فالصِّفة لا تُدْعَى، وإنما الذي يُدْعَى الموصوف، يُدْعَى بهذه الأسماء المتضمنة لهذه الأوصاف الكاملة في كل مقامٍ بما يُناسبه، وبما يصلح لمثله.

فهنا يقول: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث فهذه الرحمة صفةٌ ثابتةٌ لله -تبارك وتعالى-، وهي مُتعلَّق الاستغاثة هنا، ولا يكون ذلك بمخلوقٍ بحالٍ من الأحوال، فهو يتوسّل إلى الله -تبارك وتعالى- بحياته وقيّوميته، ويستغيث برحمته.
     فضل الدعاء بهذين الاسمين العظيمين ( الحي القيوم ) 
هذان الاسمان: (الحيّ، القيّوم) إليهما يرجع عامَّة الأسماء الحسنى، بل قال بعضُ أهل العلم: يرجع إليهما جميع الأسماء الحسنى؛ لأنَّ مَن له الحياة الكاملة، والقيّومية الكاملة، ينبغي أن يكون هو الإله، الربّ، الخالق، الرازق، القادر، المحيي، المميت، إلى غير ذلك.

ومن هنا قال بعضُ أهل العلم -وهو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله-: بأنَّ (الحيَّ، القيّوم) هما الاسم الأعظم
اقرا ايضا(( فضل قراءة القرآن الكريم وفضل القراء )) هذه البشرى نسختها من صفحة شيخنا الأستاذ الدكتور محمد عبدالحافظ وقد أجريت عليها بعض التعديلات ليسهل للجميع الإستفادة منها (( بشرى لأهل القرآن الكريم )) الرؤيا العجيبة للعلامة حمزة بن حبيب الزيات (صاحب القراءة المشهورة )قال سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه فى الأرض و يبكى ، فقلت: أعيذك بالله . فقال : يا هذا استعذتَ فى ماذا ؟ فقال : رأيت البارحة فى منامى كأن القيامة قد قامت ، و قد دُعِىَ بقراء القرآن ، فكنت فيمن حضر ، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب : لا يدخل عَلَىَّ إلا من عمل بالقرآن . فرجعت القهقرى ، فهتف باسمى : أين حمزة بن حبيب الزيات ؟ فقلت : لبيك داعيَ الله لبيك . فبدرنى ملك فقال : قل : لبيك اللهم لبيك ؟ فقلت كما قال لى ، فأدخلنى دارا ، فسمعت فيها ضجيج القرآن فوقفت أرعد ، فسمعت قائلا يقول : لا بأس عليك ، ارق و اقرأ . فأدرت و جهى فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر مراقته زبرجرد أخضر ، فقيل لى : ارق و اقرأ . فرقيتُ ، فقيل لى اقرأ سورة الأنعام . فقرأت و أنا لا أدرى على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت و هو القاهر فوق عباده قال لى : يا حمزة ألستُ القاهرَ فوق عبادي ؟ قال : فقلت : بلى . قال : صدقت ، اقرأ . فقرأت حتى تممتها ، ثم قال لى : اقرأ . فقرأت " الأعراف " حتى بلغت آخرها ، فأومأت بالسجود فقال لى : حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة من أقرأك هذه القراءة ؟ فقلت : سليمان . قال : صدقتَ ، من أقرأ سليمان ؟ قلت : يحيى . قال : صدق يحيى ، على من قرأ يحيى ؟ فقلت : عَلَى أبى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. فقال : صدق أبو عبد الرحمن السلمى ، من أقرأ أبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ؟ فقلت : ابن عم نبيك على بن أبى طالب . قال : صدق على ، من أقرأ عليا ؟ قال : قلت : نبيك صلى الله عليه و سلم . قال : و من أقرأ نبيي ؟ قال : قلت : جبريل . قال : و من أقرأ جبريل قال : فَسَكَتُّ ، فقال لى : يا حمزة ، قل أنت . قال : قلت : ما أَجْسُرُ أن أقول أنت قال : قل أنت . فقلت : أنت قال : صدقت يا حمزة ، و حق القرآن لأكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن ، يا حمزة القرآن كلامى ، و ما أحببت أحدا كحبى لأهل القرآن ، ادن يا حمزة . فدنوت فغمر يده فى الغالية ثم ضمخنى بها ، و قال : " ليس أفعل بك وحدك ، قد فعلت ذلك بنظرائك من فوقك ، و من دونك ، و من أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيرى ، و ما خبأت لك ياحمزة عندى أكثر ، فأعلم أصحابك بمكانى من حبى لأهل القرآن ، و فعلى بهم ، فهم المصطفون الأخيار ، يا حمزة و عزتى و جلالى لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار ، و لا قلبا وعاه ، و لا أذنا سمعته ، و لا عينا نظرته . فقلت :سبحانك سبحانك أى رب ! فقال : يا حمزة : أين نظار المصاحف ؟ فقلت : يارب حفاظهم. قال : لا ، و لكنى أحفظه لهم حتى يوم القيامة ، فإذا أتونى رفعت لهم بكل آية درجة " . أفتلومنى أن أبكى ، و أتمرغ فى التراب . شكر الله تعالى لشيخنا الأستاذ الدكتور محمد عبدالحافظ الوكيل السابق لكليتنا الحبيبة .انشروها حتى يعرف الناس عظمة قراءة القرآن الكريم وقدر أهله عند أحكم الحاكمين .. وأيضا حتى يقبل الجميع على مداومة التلاوة عن حب ...تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال أد / مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضا(( من فضائل قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) الخ الآيتين قبل النوم )) .هذا التحصين العظيم له أعظم الفوائد لمن واظب عليه قبل النوم ويتضح ذلك فيما يلي : .أولا عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ بالآيتين من أخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) انظر صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ج 19 ص 67- 66 . وفي معنى كفتاه أقوال منها ما يلي .1 - أجزأتاه عن قيام الليل 2 - كفتاه من كل سوء 3 - كفتاه شر الشياطين 4 - دفعتا عنه شر الجن والشياطين ... الخ راجع فتح الباري ج 19 ص 67 .. ثانيا قراءة هاتين الآيتين سبب لطرد الشياطين من المكان عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة . ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ) انظر سنن الترمذي أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة البقرة ج 8 ص 153 .ورواه النسائي والحاكم وابن حبان وهو حديث صحيح انظر صحيح الجامع ج 1 ص 370 . ونصه عند ابن حبان ( الآيتان ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ) انظر صحيح ابن حبان تحقيق الشيخ الأرناؤوط حديث رقم 782 .. فهيا اأيها الأحباب إلى هذا التحصين الرابع مع التحصينات السابقة الخاصة بما يقرأ قبل النوم حتى تنعموا بنوم هاديء بعيدا عن المنغصات التي يلاقيها من لا يحصنون أنفسهم قبل نومهم .. أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضاكيفية عمارة القبر استعدادا للٱخرة كلمة نافعة في ذلك للدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى .. يقول رحمه الله تعالى .اللي يموت النهارده بيحصل اللي ماتوا من آلاف السنين .. إذن ماذا ستفعل في قبرك لو بقيت فيه ١٠٠ الف سنة مثلًا ؟ ولا تعرف متي يوم القيامة ؟- يقول الدكتور مصطفي محمود : ‏سأعطيكم طريقه نفعت معي كثيرا وأصبحت أركز عليها في عبادتي أكثر ..‏- القبر مخيف ... طبعًا لغير الصالحين .. ‏فكرت في ذلك وماذا سأفعل لما أسكن بالقبر لحالي 100 ألف سنة ..!!!‏- هل عمرك تخيلت ؟؟؟ في الغالب .. لا‏ لذلك بدأت أعمل كالتالي .. ‏أنا سأموت .. و عندي قبر فارغ أسود مظلم تماما .. هذا القبر إذن بحاجة للأثاث .. فصرت أتخيل كل استغفار أستغفره و كأني أرسله إلى قبري ينتظرني هناك لكي يؤنسني بوحدتي ..‏والله لا أمزح .. بدأت بعملية أثاث كامل .- زاوية القبر هذه أملأها بالآلاف من التسبيحات ‏- هنا في الجزء اللي عندي رأسي عندما يضعوني يحتاج 300 ختمه قرآن على الأقل ..-‏ كل ركعة أركعها أتخيل أني أضعها رصيد بالقبر ‏- الكل سيتركني و يرجعوا على البيت .. ويعودون إلي حياتهم الطبيعية بالتدريج وتلك سنةً الحياة .. سأظل لوحدي يمكن ١٠٠ ألف سنةً وممكن تصل مليون سنة .. الله أعلم بعدتها ..!!!! ‏ إذن أنا بحاجة لأنوار وأشجار ونخيل وفاكهة 🌴🌿 .. بحاجة أن يكون قبري روضة من رياض الجنة .. ماذا أفعل ..؟؟؟؟- أتخيل أن الحوقلة والذكر و القرآن والتشهد والصدقة كلهم حولي في قبري نضحك ونتكلم - تذكرت أيضًا شئ عظيم وسهل علي فعله وهو. : أن المُنفقين كـالشهداء .. " لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " فقمت و بحثت فى القرأن عن هذا الكلام وجدت فعلًا ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون جاءت فعلًا في حق الشهداء والمُنفقين ..- جاءت مرتين في_حق_المُنفقين في سورة البقرة .. منهم الآية 274 .. " الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " - والآية 262 “ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ " .. وكانت أول مره انتبه للتشبيه .يا الله - المُنفقين كـالشهداء .. "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ولو خايف .. خايف الأزمة تطول . خايف الاموال ماتكفي .. خايف من المرض .. خايف تفقد اخوانك واصحابك وجيرانك خايف من أى شيي بصير معك فى حياتك ..؟أنفق .. فيكون لا خوف عليك ولا حزن يا الله علي الجمال .. - ثم تأتي الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تشاركني الجلسة مع أعمالي الصالحة .. - حياة ما بعدها حياة ..أليس ما أفعله من تسبيح وذكر أفضل من أن أنزل هناك مع هذا أو ذاك فأحصد غيبة ونميمة وأجد كل أعمالي كانت لمطالب الدنيا وأكل لحسناتي ولا شيء لوجه الله ولا ينتظرني إلا الهم و العذاب والحساب الشديد .. لذا كان لزامًا على أن أختار الصحبة الصالحة .. ‏- نصيحتي لي ولكم اليوم قبل الغد ..- اجعل قبرك بنك ...ضع فيه رصيد ..اعتني بعبادتك جيدا .. يزيد الرصيد ‏- والله وأنت حتى في قبرك ستشكرني من هناك .. إعتني بهناك أكثر من الدنيا الآن أنت بين أهلك لابس آكل شارب نائم متهني ، وعندك كل مطالبك و مع هذا نكره حتى حالنا ... فما بالك تحت .. تحت التراب ..؟؟؟ ‏- لذلك إعتني بكل تسبيحه جيدا وقل لها اسبقيني إلي هناك .. في القبر سوف نلتقي وتكوني خيرَ أنيس و خيرُ جليس اللهم ارزقنا حسن الخاتمهاعمل بهذه الطريقة النافعة وانشرها لغيرك تؤجر .. فمن دل على خير فله مثل اجر فاعله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم .تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الاعمال .أد / مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط

ومن المعلوم  أنَّ هذا من أقوى الأقوال، وهو يلي القول بأنَّ الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة (الله)، وأنَّ هذا عليه الجمهور، وأنَّ دلائله أكثر وأوضح، ثم يلي ذلك في القوّة: (الحيّ، القيّوم)، فابن القيم -رحمه الله- يرى أنَّ الاسم الأعظم هو (الحيّ، القيّوم)، 
وهذا سبقه إليه جمعٌ من أهل العلم: كالإمام النَّووي -رحم الله الجميع.

وذلك -كما سبق- أنَّ صفةَ الحياة والقيّومية ترجع إليهما الصِّفات؛ فصفة الحياة يقولون: ترجع إليها جميع صفات الأفعال، وهذا يذكره مثل الحافظ ابن القيّم -رحمه الله-، وأنَّ الحياةَ الكاملةَ تُضاد جميع الأسقام والآلام؛ ولهذا كملت حياة أهل الجنَّة؛ حيث لا همَّ، ولا غمَّ، ولا مرضَ، ولا حزن، ولا غير ذلك من الآفات، بخلاف حياتنا في هذه الدَّار، ونقص الحياة لا شكَّ أنه يُنافي أيضًا القيومية[، فهناك مُلازمة بين الحياة والقيّومية؛ فإنَّ كمال القيومية يكون بكمال الحياة؛ لأنَّه لا يكون قائمًا بنفسه من كل وجهٍ، وهو المقيم لغيره بأرزاقهم، وأقواتهم، ومعايشهم، وأحوالهم، وأعمالهم، يقوم عليها بها، إلا مَن كانت حياتُه كاملةً، فالذي ينام مثلاً هذا نقصٌ في الحياة، لا يمكن أن يُدبّر أمر الخلائق ومعايشهم، ومَن كان يعتريه المرضُ أو العجزُ، أو نحو ذلك، فهذا لا يكون كذلك، فالحيّ المطلق التَّام الحيَّاة لا تفوته صفةٌ من صفات الكمال ألبتة، والقيّوم لا يتعذَّر عليه فعلٌ من الأفعال، فالتَّوسل بصفة الحياة والقيومية هنا في غاية المناسبة.
         ( الاستغاثة بالرحمة ) 
وجاءت الاستغاثة هنا بالرحمة، فإذا وُجدت الحياةُ الكاملة والقيومية مع الرحمة التي يُستغاث بها، وهي التي تصل بها ألطاف الله  إلى المخلوقين، وهذا المتوسّل والدَّاعي في هذا المقام يقول: برحمتك أستغيث، يطلب الغوثَ من الله -تبارك وتعالى-، مُتوسِّلاً برحمته التي تصل بها الألطاف الربانية إلى الخلق.
         فضل الدعاء ب  ( أصلح لي شأني كله ) 
أصلح لي شأني كلّه هذا من جوامع الكلم، فإذا تحقق للعبد ذلك أصلح الله له شأنه كلّه، فهذا ينتظم أمور الدنيا والآخرة؛ أصلح الله له شأنَه في صلته بربه -تبارك وتعالى-، وصارت علاقتُه بالله على أحسن الأحوال وأكملها، لا يحصل له ضلالٌ وانحرافٌ وزيغٌ وإغواءٌ من الشَّيطان، وتسلّط الشيطان عليه، فكل ذلك ينتفي عنه، وتنتفي من قلبه الخواطر والوساوس والأوهام، وتنتفي عنه العلل والأوصاب، وينتفي عنه أيضًا ما يتعلق بالمكدّرات والمنغّصات التي لا تخلو منها هذه الحياة: مما يتعلق بعلاقته مع الآخرين، وعلاقته بأهله، ووالديه، وأولاده، وزوجته، وإخوانه، وقراباته، وجيرانه، ومع مَن يُزاول أعمالاً معه، كل هؤلاء تكون أحواله وصلته معهم على الوجه المرضي.

أصلح لي شأني كلّه الإنسان إذا تُرِكَ وتخلَّى الله  عنه؛ بدأ التَّمزق ينتابه من كل ناحيةٍ، فتبدأ العلاقات تسوء مع الزوجة، ومع الأقارب، وتصير علاقته سيئةً مع إخوانه، ومع جيرانه وزُملائه في العمل، ومع مَن تحت يده، وما إلى ذلك، فتبدأ هذه العلاقات تتفكَّك؛ هنا مشكلة، وهنا مشكلة، وعلاقاته ومصالحه التِّجارية الوظيفية، وما إلى ذلك، فهو بحاجةٍ إلى مثل هذه الألطاف الربانية التي تصل إليه من طريق رحمة الله -تبارك وتعالى-.

فالله هو الحيّ الذي يقوم بنفسه، ويُقيم هؤلاء الخلائق، ويقوم عليهم بأرزاقهم ومعايشهم، فالعبدُ لا يستغني عن ربِّه طرفةَ عينٍ، فهو بحاجةٍ إلى أن يُصلح له شأنه كلّه، فتصلح له أعماله، وأقواله، وعلائقه بربِّه وبالخلق.
      معنى ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) 
ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ولاحظ هنا الخروج من الحول والطَّول والقوّة، والنَّظر إلى النَّفس، فمن الناس مَن يعتقد أنَّه يملك مهارات وقُدرات على التَّواصل والاتِّصال بالآخرين، وأنَّه يملك شخصيةً جاذبةً وقادرةً على تفكيك المشكلات وحلّها، وشخصية مُؤثّرة، فيعتقد أنَّه يستطيع الإقناع والتَّخلص من المواقف الصَّعبة، وأنه يملك مهارات، ولربما كان يُدرب الآخرين، ويُقدّم لهم الدَّورات في هذه الأشياء.

فينبغي للعبد ألا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك، ويعرف أنَّ الله إذا تخلَّى عنه فإنَّه يضيع، هذا في صلته بالله ، ينبغي أن يكون ذلك نصب عينيه، وأن يكون ذلك حاضرًا في قلبه، وأنَّ هذه العبادات التي يقوم بها، والأعمال الصَّالحة إنما هي توفيقٌ من الله ، ولو تخلَّى اللهُ عنه لضاع:

لو شاء رَبّك كنت أَيْضًا مثله فالقلب بَين أَصَابِع الرَّحْمَن
وفي الحديث: إنَّ قلوبَ بني آدم كلّها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحدٍ، يصرفه حيث يشاء، فالعبد بحاجةٍ إلى هداية الله ، وهو بحاجةٍ إلى تثبيتٍ، فلا يُوكل إلى نفسه طرفةَ عينٍ، وكذلك في أموره الأخرى من مكاسبه ومعايشه، وما إلى ذلك، فلا يقول هذا الإنسان: والله أنا عندي قُدرات وخبرات ودراسات في ألوان الكسب، وتحصيل المال، أو غير ذلك، فإنَّ ذلك ليس بنافعٍ له طرفةَ عينٍ، فإذا تخلَّى اللهُ عنه طرفةَ عينٍ أو أقلّ من ذلك -وطرفة العين هي حركة العين، وهو شيءٌ يسيرٌ- لكان الهلاك المحقق.

وإذا أردتَ أن تعرف قدر طرفة العين هذه يمكن أن تنظر فقط في جانبٍ من الجوانب، وهي الجلطة، في لحظةٍ يتجمّد هذا الدَّم في عرقٍ، ثم بعد ذلك تتلاشى كلّ هذه القُدرات والإمكانات العقلية والبدنية، فيُصبح هذا الإنسان القوي المفتول العضلات الذي يهزّ الأرض إذا مشى، في لحظةٍ ينتهي كل شيءٍ، فالخلق ضُعفاء.

إذًا لا ينبغي أن نلتفت إلى قوّتنا وقُدراتنا، لا قوةَ بدنية، ولا قُدرات عقلية، ولا ما يتَّصل بالعبادة، فيعتقد الإنسانُ أنَّه واثقٌ كل الثِّقة من عمله وعباداته، وأنَّ عنده من الصبر واليقين والثَّبات، وما إلى ذلك، ما لا يخاف عليه من الفتن مثلاً، فيتخلّى عن هذا كلِّه.

فإذا كان يقول ذلك حينما يُصبح، وحينما يُمسي، فهنا لا يمكن للعبد أن يتسلل إلى قلبه العجبُ، ولا الغرور، ولا يمكن أن يتسلل إلى قلبه شيءٌ من الأدواء: كالالتفات إلى النَّفس، وقوَّتها، وقدرها، وإمكاناتها، وإنما يكون في غاية الإخبات لله ، والتَّواضع للخلق؛ لأنَّه بهذه المثابة يستغيث برحمة الله صباح مساء: أن يُصلح له شأنه كلّه، وألا يكله إلى نفسه طرفةَ عينٍ.

أسأل الله  أن يُصلح لنا شأننا كلّه، دقّه وجلّه، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، ولا أقلّ من ذلك. اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

والله أعلم، 
انتهى من شرح الشيخ خالد السبت بتصرف وزيادة عناوين 
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الاعمال .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم 
أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط .
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات