من أسرار القرآن
الدرس رقم ( ١٠ )
في أول البقرة ( ألم )
وفي الأعراف بزيادة ( ص ) ( ألمص)
وزاد في الرعد ر فقال تعالى ( ألمر)
قال الإمام الكرماني رحمه الله تعالى
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {اﻟﻢ}
ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ ﺳﺖ ﺳﻮﺭ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﺫﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ {ﻭﺃﺧﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎﺕ}
ﻫﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ اﻟﺴﻮﺭ ﻓﻬﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﺬﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺴﻮﺭ اﻟﻤﺒﺪﻭءﺓ ﺑﻪ
ﻭﺯاﺩ ﻓﻲ اﻷﻋﺮاﻑ ﺻﺎﺩا ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﺑﻌﺪﻩ {ﻓﻼ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻙ ﺣﺮﺝ ﻣﻨﻪ}
ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻣﻌﻨﻰ
{اﻟﻤﺺ}
ﺃﻟﻢ ﻧﺸﺮﺡ ﻟﻚ ﺻﺪﺭﻙ ﻭﻗﻴﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﻤﺼﻮﺭ
ﻭﺯاﺩ ﻓﻲ اﻟﺮﻋﺪ ﺭاء ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪﻩ {اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺭﻓﻊ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ}
راجع البرهان للكرماني
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺮﻑ اﻟﻬﺠﺎء ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ اﻟﺴﻮﺭ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ اﻟﺬﻱ اﺳﺘﺄﺛﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﻠﻤﻪ، ﻭﻫﻲ ﺳﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻃﻠﺐ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺎ.
ﻭﻗﻴﻞ: ﻫﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻋﻠﻴﻪ:
ﻓﻘﻴﻞ: ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭﻝ اﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎء اﻟلله ﻓﺎﻷﻟﻒ ﻣﻦ " اﻟﻠﻪ " ﻭاﻟﻻﻡ ﻣﻦ " اﻟﻠﻄﻴﻒ " ﻭاﻟﻤﻴﻢ ﻣﻦ " اﻟﻤﺠﻴﺪ " ﻭاﻟﺼﺎﺩ ﻣﻦ " ﺻﺎﺩﻕ " ﻭاﻟﺮاء ﻣﻦ " ﺭءﻭﻑ ". ﻭﻗﻴﻞ: ﻫﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺃﻗﺴﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﺸﺮﻓﻬﺎ.
ﻭﻗﻴﻞ: ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺣﺮﻭﻓﺎ ﻣﺠﺎﺯ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﻤﺎء ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻤﺒﺴﻮﻃﺔ. . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻌﺮﺑﺔ،
ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﺒﻨﻴﺔ،
ﻭﻗﻴﻞ: ﻻ، ﻭﻻ،
ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ.
راجع فتح الرحمن لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
أد/ مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق