التحصينات النبوية
( التحصين السابع والأخير )
من تحصينات إذهاب الهم والغم والكرب .
أن يكثر المسلم من الدعاء والعبادة والتعرف إلى الله عز وجل عند الرخاء حتى ينجيه الله تعالى من الكرب عند الشدائد .
ويدل على ذلك ما يلي .
1 - عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينجيه الله عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء عند الرخاء ) .
انظر سنن الترمذي أبواب الدعوات باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة رقم 3382 .
وهو حديث حسن انظر الصحيحة رقم 593 .
2 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تعرف إلى الله في الشدة يعرفك في الرخاء ) .
رواه أبو القاسم بن بشران في أماليه . وهو حديث صحيح .
انظر صحيح الجامع رقم 2961 .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) يعني أن العبد إذا اتقي الله تعالي وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك إلى الله وصار بينه وبينه معرفة خاصة . فعرفه ربه في الشدة . ورعى له تعرفه إليه في الرخاء . فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة .
وهذه معرفة خاصة تقتضي قرب العبد من ربه . ومحبته له وإجابته دعاءه .
( تنبيه )
قال الحافظ أيضا : .
فمعرفة العبد لربه نوعان
( أحدهما ) المعرفة العامة وهي معرفة الإقرار به والتصديق والإيمان وهذه لعامة المؤمنين .
( والثاني ) معرفة خاصة تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية . والإنقطاع إليه . والأنس به . والطمأنينة بذكره . والحياء منه . والهيبة له . وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون .
كما قال بعضهم : مساكين أهل الدنيا . خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها .
قيل : وما هو ؟
قال : معرفة الله عز وجل .
انظر جامع العلوم والحكم شرح الحديث رقم ( 19 )
هذا وبذلك نكون قد استوفينا سبع تحصينان يذهب الله تعالى بها الهم والغم والكرب .
هيا حافظوا عليها وعضوا عليها بالنواجذ فكلها ثابتة عن أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم .
ونواصل بقية التحصينات لاحقا إن شاء الله تعالى . تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
تعليقات
إرسال تعليق