مشاركه صحفيه جريدة عقيدتى

( تحذير من أمر خطير ) 

  ( من مداخل الشيطان الاغترار بالطاعة ) 

               سؤال والجواب عنه 

يسأل بعض الأصدقاء عن حال من يخوض في الأعراض أويشهد الزور أويظلم أو يساعد على الظلم الخ ؟ 

وإذا عوتب في ذلك يقول أنا أسبح الله كثيرا والتسبيح يغفر ذلك ..؟ 

             الجواب 

لا شك أن من يقيم على الكبائر السابقة أو غيرها معتمدا على كثرة تسبيحه يقع في خطأ عظيم لأن حقوق العباد يؤخرها الله تعالى إلى يوم القيامة حتى يأخذ المظلوم حقه من ظالمه وقد ثبت هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة .... .

أما ظن مرتكب الكيبائر السابقة أن حسناته ستنجيه ولذلك فهو مقيم على الكبائر المتعلقة بحقوق العباد  فهو ظن الغرر وقد نبه على ذلك أبوحامد الغزالي فقال :.   

 ﻓﺼﻞ ﻓﻰ ﻏﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ ﻭﺇﺫا ﻋﻤﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭاﻋﺘﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻰ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺜﻼ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﻐﺘﺎﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ اﻟﻠﻪ ﻃﻮﻝ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ ﻓﻀﻞ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ.. ﻭﻳﻐﻔﻞ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻤﻐﺘﺎﺑﻴﻦ ﻭاﻟﻜﺬاﺑﻴﻦ ﻭاﻟﻨﻤﺎﻣﻴﻦ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ.. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺾ اﻟﻐﺮﻭﺭ ﻓﺤﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﻰ ﺁﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺗﻪ. 

انتهي كلامه 

انظر أصناف المغرورين لحجة الإسلام الغزالي ص 16 

وهو كلام من النفاسة بمكان فليتق الله ربه كل إنسان .. 

والله أعلى وأعلم . 

     تنبيه 

شيروا هذا التحذير حتى نصحح المفاهيم الخاطئة عن الناس ولتنالوا ثواب تبليغ العلم فذلك أجره عظيم وخيره في الدنيا والآخرة عميم .

تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال .....

أد / مختار مرزوق عبدالرحيم 

أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط