(( رمضان كريم ))
سؤال والجواب عنه
طلب مني بعض الأخوة الرد على من يحرم قول بعض الناس : رمضان كريم ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد
فهذا الرأي موجود على بعض الصفحات وهو يحرم قول البعض : رمضان كريم .
وقد اعتمد قائل ذلك الكلام على أن الكريم اسم من أسماء الله تعالى بمعنى المعطي ، ورمضان لا يعطي شيئا الخ
(( الرد ))
هذا الرأي فيه تضييق على العباد وتخطئتهم على شيء ليس خاطئا ...
وذلك لأن معنى الكريم قد اختلف في معناه على أقوال كثيرة كما قال صاحب البصائر .. .
فإذا وصف به الله عز وجل فهو لإحسانه وإنعامه... ..
وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ...
وقال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أنقاكم ) إنما كان كذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة وأكرمها ما يقصد به أشرف الوجوه ، وأشرف الوجوه ما يقصد به وجه الله تعالى فمن قصد بها ذلك فهو التقي فإذا أكرم الناس أنقاهم ....
هذا وكل شيء يشرف في بابه وصف بالكريم نحو قوله تعالى ( أنبتنا فيها من كل زوج كريم )
وقوله تعالى ( إنه لقرآن كريم ) ...
انظر بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز مادة ( كرم )
وانظر المفردات للراغب الأصغهاني مادة ( كرم )......
لما تقدم وغيره يجوز أن يقول المسلم لأخيه : رمضان كريم لإنه لا يقصد من كلامه أن رمضان يعطي أو يمنع بل هذا المعنى لا يخطر ببال مسلم أبدا ....
وإنما يقصدون من هذه الجملة ( رمضان كريم ) أنه شهر قد شرفه الله تعالى على سائر الشهور لما فيه من الخير والبركة ..
هذا ولايضر أن هذه العبارة لم ترد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم مادامت العبارة لا تصادم شرع الله تعالى كما هو معلوم
هذا ولا يستحسن التضييق على الناس دون دليل شرعي صحيح في الموضوع نفسه ...
ولولا خوف الإطالة لأوسعنا القول في هذه النقطة وفيما كتبناه كفاية ومن الله الهداية .
تنبيه
تابعوا صفحتنا العامة هذه لمعرفة الجديد والمفيد والرد على أسئلتكم حسب تيسير الله عز وجل .
وشيروا تلك الفوائد لينتفع بها أصدقاؤكم
أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق