القائمة الرئيسية

الصفحات

فائدة قرآنية: 
بقلم الأخ العزيز والشيخ الفاضل مصعب الخير الإدريسي 
تقبل الله تعالى منا ومنه ومن الجميع صالح الأعمال 
قال على صفحته منذ فترة : .
ما الفرق بين ( القرية ) و ( المدينة ) في المعنى في القرآن الكريم؟؟
                                                                     
 الجواب:

اعتمد القرآن الكريم على [ طبيعة السكّان ] في مسمّياته للتجمعّات السكّانيّة ، فإذا كان المجتمع [ مُتّّفقاً ] على فِكْرة واحدة أو مِهنةٍ واحدة  أسماه القرآن [ قرية ] .
و نحن نقول مثلاُ : القرية السياحيّة ، القرية الرياضيّة

الجزء الثاني من الجواب ..

في سورتيْ [ الكهف ] و [ يس ] وهما مِنْ أكثر السور قراءةً لدى المسلمين فهناك موضوع مدهشٌ للغاية في السورتين ، هو : 
 كيف تتحوّل [ القرية ] إلى [ مدينة ] في ذات الوقت ، و دون مرور فترة زمنيّة ، حيثُ نجد في سورة الكهف ( حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّّ فأقامَه) .... ثم قال تعالى عنها ( و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة ) سورة الكهف 

 و ذات الموضوع ورَدَ في سورة يس : ( و اضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون)  ..... ثم قال تعالي عنها في موضع آخر (و جاء منْ أقصى المدينة رجلٌ يسعى ) سورة يس 
اقرا ايضامن فوائد الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم الفائدة رقم( ١٦ ) أن الصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه الشريف هذا العمل العظيم ينفي عن المصلي عليه الشقاء و ينفي عنه البعد عن الله عز وجل ويثبت له النجاة من المهانة ورغم الأنف يدل على ذلك ما يلي :. (1) عن جابر بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه وسلم رقى المنبر فلما رقى الدرجة الأولى قال آمين ثم رقى الثانية فقال آمين ثم رقى الثالثةفقال آمين ، فقالوا يارسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات ، فقال صلى الله عليه وسلم : لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل عليه السلام فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين ، ثم قال شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ، ثم قال شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ) الأدب المفرد للبخاري بسند صحيح (298/2) . (2) في رواية أخرى بلفظ (رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك ) انظر سنن الترمذي والمستدرك صحيح الجامع (3510) .(3) وعند الحاكم بلفظ (بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين) صحيح لغيره صحيح الترغيب (995) . ويستفاد من هذه الروايات أن المسلم الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما سمع اسمه الشريف ينجو من الشقاء كما في الرواية الأولى . وينجو من الذلة والمهانة المعبر عنها ب ( رغم أنف عبد) كما في الرواية الثانية . كما ينجو من البعد عن الله عز وجل كما في الرواية الثالثة . ومن نجا من كل ذلك وفاز بالثواب المتقدم في فوائد الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يكون قد حاز الكمالات والقرب من الله تعالىأد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط

 فكيف انقلبت [ القرية ] إلى [ مدينة ] ببلاغةٍ مدهشة ؟ ! 

 هذا يجعلنا نعود إلى سورة الكهف : فعندما اتّفق المجتمع على [ البُخْل ] عندها أسماه القرآن الكريم 
[ قرية ] وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر أسماها أيضاً [ قرية ] .
  و مثالُ آخر : عندما اتّفق قوم [ لوط ] عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى : 
( و نجّيناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث ) -سورةالأنبياء -

 و عِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى [ مدينة ] يكون  المجتمع فيه الخير و فيه الشرّ ،أو يكون سكّانه في أعداءُ  مع بعضهم ..
 و الدليل على ذلك أنّ القرآن الكريم أطلق على [ يثرب ] اسم : [ مدينة ] ، ، وذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بنفس المجتمع ، فقال تعالى ( و من أهل المدينة مردوا على النفاق ) سورة التوبة آية 101 ،

 لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك [ مدينة ] ، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع .

 نعود لسورة الكهف : عِندما أضاف [ العبد الصالح ] ، أضاف الولدين [ الصالحَين ] إلى المجتمع البخيل [ الفاسد ] ، أصبح المجتمع [ مدينة ] و لم يعُدْ [ قرية ] ، 
 و كذلك في سورة يس ، عندمـا أسلم أحد الأشخاص ، أصبحت [ القرية ] الكافرة [ مدينة ] فيها الكفر و فيها الإيمان ، لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بذات الحَدَث منْ [ قرية ] إلى [ مدينة ] حيث قال في بداية القصة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " فلما أعلن ٱحد ٱهلها إسلامه سماها مدينه :"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى" ،

 و من روعة البلاغة في القرآن الكريم ، أنّ القارىْ لا ينتبه أنّ [ القرية ] قد أصبحت [ مدينة ] .

لنعد إلى القرآن دائماً في جميع مناحي حياتنا حتى اﻷلفاظ والمصطلحات في كلامنا العادي حتى نتذوق لذة العيش مع هذا الهدي المبين.
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات