( الرد الخامس)
على أهل الجهل القائلين بأن الصحابة حرفوا القرآن الكريم وحذفوا منه الكثير كسورة الولاية الخ هذا التخريف :.
لقد قام التواتر وانعقد الإجماع على أن الموجود بين دفتي المصحف كتاب الله تعالى من غير زيادة ولا نقصان ، ولا تغيير ولا تبديل .
والتواتر طريق واضحة من طرق العلم ، والإجماع سبيل قويم من سبل الحق ( فماذا بعد الحق إﻻ الضلال ) .
انظر مناهل العرفان ج 1 ص 282- 281 .
هذا وقد انعقد إجماع الخلفاء الأربعة الصديق والفاروق وعثمان وعلى رضي الله عنهم على جمع القرآن الكريم في عهد الصديق رضي الله عنه .
وبعد وفاة عمر رضي الله عنه وفق الله تعالى الخليفة الراشد عثمان بن عفان لجمع القرآن بالطريقة التي ذكرناها قبل ذلك وكان هذا في وجود علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه بذلك دون نكير - وسيأتي في الرد السادس مزيد بيان لهذا الأمر - بل وكان جمهور الصحابة الكرام موجودين ورضوا بذلك .
فيعد ذلك من قبيل إجماع الصحابة عامة والخلفاء الراشدين خاصة على هذا الجمع المبارك للقرآن الكريم .
وإليك هذه الكلمة الموجزة عن إجماع الخلفاء الراشدين :. ذهب المحققون من أهل العلم إلى أن اتفاق الخلفاء الراشدين الأربعة ( أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ) حجة واجبة الإتباع .
لاحظ أن جمع القرآن الكريم تم بإجماع الصحابة ورضاهم بذلك وليس الخلفاء وحدهم .
واستدلوا على أن إجماع الخلفاء الراشدين واجب الإتباع بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )
وقالوا : إن الحديث أوجب اتباع سنتهم كما أوجب اتباع سنته والمخالف لسنته لا يعتد بقوله فكذلك المخالف لسنتهم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ما سنه الخلفاء الراشدون بأمر الله ورسوله فهو سنة .
انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج 21 ص 319 وقال عن الحديث رواه أهل السنن وصححه الترمذي وغيره .
ونظر مقدمة كتاب الإجماع لابن المنذر للدكتور فؤاد عبد المنعم ص 56 ..
ومن مصادره الإحكام للآمدي وزاد المعاد لابن القيم .
وفي نهاية هذا الرد نقول إن انعقاد الرأي في عهد الخلفاء الراشدين وإجماعهم وإجماع سائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم على جمع القرآن الكريم يعد أعلى أنواع الإجماع .
أما أنتم أيها الطاعنون في القرآن الكريم على جهل أوخبث فإننا نقول لكم : مافعله سيدنا عثمان بن عفان هو الحق وإليكم هذا الجزء من الآية الكريمة في سورة يونس ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ).
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق