الكذب لترويج السلع على الفضائيات
ومواقع التواصل
سؤال والجواب عنه
يسأل بعض الأصدقاء عن الكذب في الإعلانات عن أدوية لم يستخدموها ؟ أو مشروبات لم يشربوها؟ الخ
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد
فلا شك أن العمل المتقدم يدخل في الكبائر لتعمد الكذب والغش .
أولا
الكذب حتى في المزاح لا يجوز .
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﺒﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﺧﺮﺝ ﻷﻟﻌﺐ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻣﻲ: ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻝ ﺃﻋﻄﻚ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ؟ " ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺗﻤﺮا،
ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺬﺑﺔ "
انظر المسند حديث رقم ١٥٧٠٢
وهو حديث حسن لغيره كما ذكر الشيخ الأرناؤوط
هذا وقد ورد في ذم الكذب والتمادي فيه ما يلي
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ، ﻓﺈﻥ اﻟﺼﺪﻕ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﺮ، ﻭﺇﻥ اﻟﺒﺮ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺰاﻝ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﺪﻕ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ اﻟﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎ،
ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭاﻟﻜﺬﺏ، ﻓﺈﻥ اﻟﻜﺬﺏ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﺠﻮﺭ، ﻭﺇﻥ اﻟﻔﺠﻮﺭ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﻳﺰاﻝ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ اﻟﻜﺬﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻛﺬاﺑﺎ»
رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ٢٦٠٧
ثانيا
العمل السابق يدخل في الغش
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ( ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺴﻼﺡ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦا، ﻭﻣﻦ ﻏﺸﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ منا )
رواه مسلم في صحيحه
فعلى كل مسلم أن يتحرى الحق والصواب ولا يغش الناس بأي صورة من الصور ومن ذلك ترويج السلع التي لا يعلم عنها شيئا أو لم يستخدمها وليتذكر قوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
ومما تقدم يعلم الجواب عن السؤال
والله تعالى أعلى وأعلم
تنبيه
( شيروا ) ذلك التحذير حتى ينتفع الناس بهذه فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم.
وتابعوا هذه الصفحة العامة لمعرفة المزيد بعون الله تعالى.
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال.
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق