القائمة الرئيسية

الصفحات

من أسرار القرآن الكريم 
           السر في ابتداء الفاتحة بالتحميد 
                     سؤالان والجواب عنهما 
 يسأل بعض الأصدقاء : ما هو السر في ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس بالتسبيح مع أن اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ، ﻷﻧك تقول :  ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ؟ 
وما هي فائدة الابتداء بالتحميد والإكثار منه ؟ 
                       اﻟﺠﻮاﺏ  
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
       وبعد 
فإن القرآن إلكريم قد استخدم الجملتين ( الحمد لله رب العالمين ) كما في بداية الفاتحة ..
كما استخدم سبحان الله رب العالمين في موضع آخر من القرآن إلكريم قال تعالى ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ) 
ولكن الابتداء بالتحميد في أول القرآن له فائدة عظيمة في هذا الموضع نبه عليها الفخر الرازي رحمه الله تعالى بقوله : .
                                                         إﻥ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺩﻻﻟﺔ اﻟﺘﻀﻤﻦ، ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺒﺮﺃ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﻬﻢ، 
وعلى هذا  :  يكون ﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺎﻣﺎ ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻮﻕ اﻟﺘﻤﺎﻡ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺤﻜﻤﻴﺔ، 
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻻﺋﻖ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺣﺎﺟﺎﺕ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﻘﺪﻭﺭاﺕ ﻟﻴﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ  ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﺟﺎﺕ، ﺇﺫا ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ. ...
 الجواب عن السؤال الثاني : . 
  في الابتداء بالتحميد والإكثار منه أعظم الفوائد ومنها أن اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ،
 ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﺷﻜﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺗﺠﺪﺩ اﻟﻨﻌﻢ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻟﺌﻦ ﺷﻜﺮﺗﻢ ﻷﺯﻳﺪﻧﻜﻢ [ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: 7] ﻭاﻟﻌﻘﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻮﺟﺐ اﻹﻗﺪاﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ...
ﺛﻢ ﺇﺫا اﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻘﻠﺐ ﺃﺑﻮاﺏ ﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻢ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻨﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻨﻴﺮاﻥ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺠﻨﺎﻥ، 
وعلى هذا ﻓﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺟﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﺝ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺳﻤﻴﺖ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﻮﺭﺓ الحمد ....
راجع مفاتيح الغيب تفسير سورة الفاتحة ....
ومما تقدم يعلم الجواب عن السؤال والله تعالى أعلى وأعلم .
          تنبيه 
نرجو من الأصدقاء الذين يبعثون أسئلتهم أن ينتظروا الإجابة حين تتيسر الأمور لكثرة الأسئلة وكثرة الأصدقاء والحاجة إلى البحث في كثير من المسائل ...
و( شيروا ) تلك الفوائد لينتفع بها الناس....
هذا من الصدقة الجارية. 
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال 
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات

اقرا ايضادفاع عن السنة المشرفة ( الرد على القرآنيين ) سؤال والجواب عنه يسأل بعض الأصدقاء عما احتج به القرآنييون الذين يريدون طرح السنة النبوية خلف ظهورهم محتجين بالحديث الآتي "ﺇﺫا ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺄﻋﺮﺿﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫا ﻭاﻓﻘﻪ ﻓﺎﻗﺒﻠﻮﻩ، ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻓﺮﺩﻭﻩ. الجواب هذا كلام لا يقوله إلا من يحاول هدم الإسلام لأن هدم السنة المشرفة هدم للإسلام وهذا هدف خبيث يسعى إليه أعداء الإسلام في بعض الفضائيات ووسائل الإعلام . والدليل على ذلك أن أحد جهلة الفضائيات قيل له : صحيح البخاري مفخرة .فقال هذا الجاهل : صحيح البخاري مسخرة ..ثم إن هذا الحديث الذي استدلوا به حديث مكذوب .قال الإمام الشوكاني : ﻗﺎﻝ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ: ﻭﺿﻌﺘﻪ اﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ ﺣﺪﻳﺚ: "ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ. ﻛﺬا ﻗﺎﻝ اﻟﺼﻐﺎﻧﻲ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻭﺿﻌﻪ ﺇﻟﻲ اﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ: ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﻋﻨﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻩ؛ ﻷﻧﺎ ﺇﺫا ﻋﺮﺿﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﺎﻟﻔﻪ، ﻓﻔﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ (ﻭﻣﺎ ﺁﺗﺎﻛﻢ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﺨﺬﻭﻩ ﻭﻣﺎ ﻧﻬﺎﻛﻢ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻧﺘﻬﻮا) ﻭﻧﺤﻮ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻵﻳﺎﺕ. انظر الفوائد المجموعة رقم 70 .والخلاصة أن القرآن الكريم يكذب من يسمون أنفسهم بالقرآنيين ويكشف عن جهلهم بالقرآن والسنة ... تنبيه شاركوا في النشر دفاعا عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .وتابعونا على هذه الصفحة العامة لمعرفة المزيد إن شاء الله تعالى .أد / مختار مرزوق عبدالرحيمأستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضا(( من ذكريات ليلة القدر )) في السابع والعشرين من رمضان منذ عدة أعوام توفيت الشيخة رقية بنت أحمد معتوق .وهي ابنة عمتي وسيدتي التي حفظت على يديها القرآن الكريم في كتاب القرية .. وفي الصورة التي معها زوجها عمى الشيخ بيومي محمد حسن وهو محفظ للقرآن الكريم .. وكتابهما هو الذي تعلم فيه أبناء قرية أولاد إبراهيم القرآن الكريم .. وقد كان معهما كتاب سيدنا الشيخ سيد أحمد إبراهيم .رحم الله الجميع برحمته الواسعة .. هذا وقد كان لسيدني الشيخة رقية الكثير من المناقب منها أولا أنها كانت تحفظ القرآن الكريم حفظا لا تكاد تسمع منها شيئا يدل على النسيان ( البقرة وأل عمران كالإخلاص والكوثر ) ثانيا كانت تمتاز بالكرم والعطاء فما من عمل خيري إلا وكانت في مقدمة الذين يتبرعون بالمال .. ثالثا كانت تتلو القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار .حدثثتني يوما أنها في الليلة الماضية أصابها أرق فقالت في نفسها أراجع شيئا من القرآن الكريم وابتدأت بالبقرة ثم أل عمران الخ حتى مطلع الفجر فوجدت نفسها فد ختمت نصف القرآن الكريم في تلك الليلة . رابعا كانت طوال عمرها تدعو أن يتوفاها الله ليلة القدر .. وفي العام الذي توفيت فيه منذ عدة أعوم انقطعت عن الطعام لآكثر من أسبوع .واتصلوا بابنها الأكبر فضيلة الشيخ محمود بيومي وهو ابن عمي وابن بنت عمتي أن الشيخة اشتد بها المرض .. فقال لهم لا تقلقوا الشيخة لن تموت الليلة ؟ فاعترضوا عليه كيف تقول هذا ؟ قال : الشيخة طلبت من ربها أن تموت ليلة القدر .. وفغلا كان لها ما أرادت وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان في ذلك العام نادى المنادي لا إله إلا الله كل نفس ذائقة الموت الشيخة رقية قد توفاها الله تعالى .خامسا كانت ليلة القدر موافقة ليلة الجمعة ؛ واجتمع أهل أولاد إبراهيم ليودعوا الشيخة التي طالما علمت أبناءهم كتاب الله عز وجل وكان معهم ابناها الشيخ محمود وهو من حفاظ القرآن الكريم على القراءات العشر والشيخ أحمد بيومي المنشد المعروف ..وقمت بخطبة الجمعة حينئذ وخالجت نفسي أفكار كثيرة .. ماذا أقول في ذلك المقام .. ووجدت نفسي أفسر قوله تعالى ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ) إلى قوله تعالى ( ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد ) رحم الله الشيخ والشيخة بما أسديا للقرية من نعمة تحفيظ القرآن الكريم لأبناء القرية . أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضاصلاة التسابيح سؤال والجواب عنه يسأل بعضهم عما يعرف بصلاة التسابيح وهل حديثا ثابت عن المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد فإن حديث صلاة التسابيح حديث ثابت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبوداود وغيره ..وإليك رواية أبي داود في سننه ؛ . ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ: " ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺱ، ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻩ، ﺃﻻ ﺃﻋﻄﻴﻚ، ﺃﻻ ﺃﻣﻨﺤﻚ، ﺃﻻ ﺃﺣﺒﻮﻙ، ﺃﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ، ﺇﺫا ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺫﻧﺒﻚ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ، ﻗﺪﻳﻤﻪ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ، ﺧﻄﺄﻩ ﻭﻋﻤﺪﻩ، ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺒﻴﺮﻩ، ﺳﺮﻩ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ، ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ: ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺗﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺳﻮﺭﺓ، ﻓﺈﺫا ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻌﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﻗﺎﺋﻢ، ﻗﻠﺖ: ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺓ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻊ، ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺭاﻛﻊ ﻋﺸﺮا، ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮﻉ، ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮا، ﺛﻢ ﺗﻬﻮﻱ ﺳﺎﺟﺪا، ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺳﺎﺟﺪ ﻋﺸﺮا، ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮا، ﺛﻢ ﺗﺴﺠﺪ، ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮا، ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ، ﻓﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮا، ﻓﺬﻟﻚ ﺧﻤﺲ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﺇﻥ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺓ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ، ﻓﻔﻲ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺮﺓ "، رواه أبوداود في سننه حديث رقم ١٢٩٧وانظر سنن ابن ماجه حديث رقم ١٣٨٧ وانظر صحيح ابن خزيمة حديث رقم ١٢١٦وانظر صحيح الجامع ٧٩٣٧وجاء في شرحه على سنن ابن ماجه ما يلي: . [ (ﺃﻣﻨﺤﻚ) ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻋﻄﻴﻚ. ﻭﻛﺬا ﺃﺣﺒﻮﻙ. ﻓﻬﻤﺎ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﺄﻛﻴﺪ. ﻭﻛﺬا ﺃﻓﻌﻞ ﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﻋﻠﻤﻚ. (ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ) ﻣﻨﺼﻮﺏ. ﺗﻨﺎﺯﻋﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﻓﻌﺎﻝ ﻗﺒﻠﻪ. ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻌﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ اﻷﻧﻮاﻉ اﻟﻌﺸﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ ﻣﻦ اﻷﻭﻝ ﻭاﻵﺧﺮ ﻭاﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ. ﺃﻱ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﻀﺎﻑ. ﺃﻱ ﺃﻻ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﻣﻜﻔﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻧﻮاﻉ ﺫﻧﻮﺑﻚ. ﺃﻭ اﻟﻤﺮاﺩ اﻟﺘﺴﺒﻴﺤﺎﺕ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻮﻯ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﺸﺮ ﻋﺸﺮ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﺮاﺩ اﻟﺼﻼﺓ اﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺒﻴﺤﺎﺕ اﻟﻌﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺭﻛﺎﻥ. ﻭﺃﻣﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﺇﺫا ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ اﻟﺦ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻌﺖ ﻟﻠﻤﻀﺎﻑ اﻟﻤﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﻷﻭﻝ. ﺃﻭ ﻟﻨﻔﺲ ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ] . أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
اقرا ايضاالأدلة على جواز قراءة القرآن للميت ووصول ثوابها إليه ٱليك ما ورد في ذلك الموضوع مما صدر عن دار الإفتاء المصرية . من الأدلة على ذلك:1- حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، وهذا يشمل حال الاحتضار وبعده.2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه، وأَسْرِعوا به إلى قبره، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره» أخرجه الطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وحسنه الحافظ ابن حجر، وفي رواية: «بفاتحة البقرة» بدلًا من «فاتحة الكتاب»، كما صحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أوصى إذا دُفن أن يُقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها. أخرجه الخلال، وصححه ابن قدامة، وحسنه النووي.3- ما رُوِي عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دخل المقابر، فقرأ فيها يس، خفَّف الله عنهم يومئذٍ، وكان له بعددهم حسنات» أخرجه صاحب الخلَّال وذكره ابن قدامة في "المغني".والخلاف في هذه المسألة ضعيفٌ، ومذهب من استحب قراءة القرآن وأجازها هو الأقوى، حتى إن بعض العلماء رأى أن هذه المسألة مسألة إجماع، وصرحوا بذلك، وممن ذكر هذا الإجماع الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي؛ حيث قال: [... وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله... -إلى أن قال:- قال بعضهم: إذا قرئ القرآن عند الميت، أو أهدي إليه ثوابه، كان الثواب لقارئه، ويكون الميت كأنه حاضرها، فترجى له الرحمة، ولنا: ما ذكرناه، وأنه إجماع المسلمين، فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير] اهـ. "المغني" (2/ 424، ط. مكتبة القاهرة).وقد نقل الإجماع أيضًا الشيخ العثماني في كتابه "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة" (ص: 72، ط. المكتبة التوفيقية) وعبارته في ذلك: [وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ويصل إليه ثوابه، وقراءة القرآن عند القبر مستحبة] اهـ.وأخذ العلماء وصول ثواب القراءة للميت من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله وصل بعضه، فثواب القراءة يصل للميت إذا نواه القارئ عند الجمهور، وذهب الشافعية إلى أنه يصل كدعاءٍ بأن يقول القارئ مثلًا: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان"، لا إهداء نفس العمل، والخلاف يسير، ولا ينبغي الاختلاف في هذه المسألة.والله سبحانه وتعالى أعلم.انتهى ما جاء في كلام دار الإفتاء وهو كاف في ذلك .أد / مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط .