القائمة الرئيسية

الصفحات

تابع فوائد الإكثار من ذكر الله تعالى 
                                         ( ٧) 
                    (اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭاﻟﺜﻼﺛﻮﻥ)
 ﺃﻥ اﻟﺬﻛﺮ ﻧﻮﺭ ﻟﻠﺬاﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ،
 ﻭﻧﻮﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ،
 ﻭﻧﻮﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺩﻩ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاﻁ، ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻨﺎﺭﺕ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻟﻘﺒﻮﺭ ﺑﻤﺜﻞ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ...
ثم يشرح ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الفائدة العظيمة فيقول ما خلاصته : ..
                             ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎﻩ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻮﺭا ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﺨﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ} ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻫﻮ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﺳﺘﻨﺎﺭ ﺑﺎﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ
، ﻭاﻵﺧﺮ ﻫﻮ اﻟﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭاﻟﺸﺄﻥ ﻛﻞ اﻟﺸﺄﻥ ﻭاﻟﻔﻼﺡ ﻛﻞ اﻟﻔﻼﺡ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺭ، ﻭاﻟﺸﻘﺎء ﻛﻞ اﻟﺸﻘﺎء ﻓﻲ ﻓﻮاﺗﻪ...
 ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺳﺆاﻝ ﺭﺑﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻤﻪ ﻭﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﻋﺼﺒﻪ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﻭﺑﺸﺮﻩ ﻭﺳﻤﻌﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻭﺧﻠﻔﻪ ﻭﺃﻣﺎﻣﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻭاﺟﻌﻠﻨﻲ ﻧﻮﺭا ﻓﺴﺄﻝ ﺭﺑﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﺫﺭاﺗﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻨﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺤﻴﻄﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻬﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺫاﺗﻪ ﻭﺟﻤﻠﺘﻪ ﻧﻮﺭا، 
ﻓﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻧﻮﺭ، 
ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮﺭ، 
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻧﻮﺭ،
 ﻭﺩاﺭﻩ اﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻧﻮﺭ ﻳﺘﻸﻷ، 
ﻭﻫﻮ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻮﺭ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ،
 ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ اﻟﻨﻮﺭ، ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻟﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻪ. ﻭﻓﻲ ﺩﻋﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻄﺎﺋﻒ «ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ اﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻟﻪ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺻﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﻋﻠﻲ ﻏﻀﺒﻚ، ﺃﻭ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻲ ﺳﺨﻄﻚ. لك.اﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ، ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﻚ»
 ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﻧﻬﺎﺭ، ﻧﻮﺭ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﺟﻬﻪ.
 ﺫﻛﺮﻩ ﻋﺜﻤﺎﻥ اﻟﺪاﺭﻣﻲ
 ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ اﻷﺭﺽ ﺑﻨﻮﺭ ﺭﺑﻬﺎ}
 ﻓﺈﺫا ﺟﺎء ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ ﺑﻨﻮﺭﻩ اﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺷﺮاﻗﻬﺎ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺑﺸﻤﺲ ﻭﻻ ﻗﻤﺮ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﻤﺲ ﺗﻜﻮﺭ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻳﺨﺴﻒ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻧﻮﺭﻫﻤﺎ، ﻭﺣﺠﺎﺑﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻨﻮﺭ
. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ: ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺨﻤﺲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ، ﻳﺨﻔﺾ اﻟﻘﺴﻂ ﻭﻳﺮﻓﻌﻪ، ﻳﺮﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻋﻤﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻋﻤﻞ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﻴﻞ، ﺣﺠﺎﺑﻪ اﻟﻨﻮﺭ ﻟﻮ ﻛﺸﻔﻪ ﻻﺣﺮﻗﺖ ﺳﺒﺤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ» ﺛﻢ ﻗﺮﺃ {ﺃﻥ ﺑﻮﺭﻙ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ} .
 ﻓﺎﺳﺘﻨﺎﺭﺓ ﺫﻟﻚ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﺑﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻟﻮﻻﻩ ﻻﺣﺮﻗﺖ ﺳﺒﺤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻧﻮﺭﻩ ﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ. ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﻭﻛﺸﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮا ﺳﺎﺥ اﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﺗﺪﻛﺪﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻟﺮﺑﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
. ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ اﻷﺑﺼﺎﺭ} : . 
ﻗﺎﻝ: ﺫﻟﻚ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺇﺫا ﺗﺠﻠﻰ ﺑﻨﻮﺭﻩ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻟﻪ ﺷﻲء.
 ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺪﻳﻊ ﻓﻬﻤﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﻓﻄﻨﺘﻪ، ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ
، ﻓﺎﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻯ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻷﺑﺼﺎﺭ ﻋﻴﺎﻧﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺇﺩﺭاﻙ اﻷﺑﺼﺎﺭ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺭﺃﺗﻪ ﻓﺎﻻﺩﺭاﻙ ﺃﻣﺮ ﻭﺭاء اﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ـ ﻭﻟﻠﻪ اﻟﻤﺜﻞ اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻧﺮاﻫﺎ ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻛﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻟﻤﻦ ﺳﺄﻟﻪ.ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ {ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ اﻷﺑﺼﺎﺭ} ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﺴﺖ ﺗﺮﻯ اﻟﺴﻤﺎء؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺘﺪﺭﻛﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﺟﻞ..
. ﻭﻗﺪ ﺿﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺜﻼ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: {اﻟﻠﻪ ﻧﻮﺭ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻣﺜﻞ ﻧﻮﺭﻩ ﻛﻤﺸﻜﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺒﺎﺡ اﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺔ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﻮﻛﺐ ﺩﺭﻱ ﻳﻮﻗﺪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺯﻳﺘﻮﻧﺔ ﻻ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻭﻻ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﺯﻳﺘﻬﺎ ﻳﻀﻲء ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﺴﻪ ﻧﺎﺭ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻳﻬﺪﻱ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﻀﺮﺏ اﻟﻠﻪ اﻷﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭاﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻢ} 
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ: ﻣﺜﻞ ﻧﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺴﻠﻢ. ﻭﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻨﻮﺭ اﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭاﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻧﻮﺭﻩ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﺄﺣﻴﺎﻫﻢ ﺑﻪ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻯ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻓﺘﺘﺰاﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﺟﻮاﺭﺣﻬﻢ ﻭﺃﺑﺪاﻧﻬﻢ، ﺑﻞ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﻭﺩﻭﺭﻫﻢ، ﻳﺒﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻭﺳﺎﺋﺮ اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻪ ﻣﻨﻜﺮ. ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺮﺯ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﻮﺭ ﻭﺻﺎﺭ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﺠﺴﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻌﻮﻩ، ﻭﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ،
 ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻩ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﻘﻤﺮ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﺴﺮاﺝ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻌﻄﻲ ﻧﻮﺭا ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻬﺎﻡ ﻗﺪﻣﻪ ﻳﻀﻲء ﻣﺮﺓ ﻭﻳﻄﻔﺄ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻝ ﻧﻮﺭﻩ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻋﻄﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺮ ﺑﻤﻘﺪاﺭ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻧﻮﺭﻩ ﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﻋﻴﺎﻧﺎ
، ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻖ ﻧﻮﺭ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﺭﻩ ﻇﺎﻫﺮا ﻻ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﻧﻮﺭا ﻇﺎﻫﺮا ﻣﺂﻟﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭاﻟﺬﻫﺎﺏ .......الخ ما قال رحمه الله تعالى ....
راجع الوابل الصيب .
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم 
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
author-img
السيرة الذاتية .. الأستاذ الدكتور مختار مرزوق.عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر فرع أسيوط .عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه .وعضو اللجنه الدائمه لترقية الاساتذه بجامعة الازهر. ،،، تاريخ الميلاد 1-12-1960 ،،،،، . محل الميلاد أولاد إبراهيم مركز ومحافظة أسيوط ج م   المؤهلات العلمية . الإجازة العالية (الليسانس) شعبة التفسير وعلوم القرآن دور مايو 1982 بتقدير عام جيد ،،،،،،،،،،  . درجة التخصص ( الماجستير) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها (موقف القرآن من الحسد والعين فى ضوء القرآن والسنة) عام 1987م بتقدير عام ممتاز ،،،،،، ،(3) درجة العالمية (الدكتوراة) فى التفسير وعلوم القرآن وموضوعها ( حديث القرآن والسنة عن المساجد وتأثيرها فى بناء الأمة) عام 1990م بتقدير مرتبة الشرف الأولى ، . درجة أستاذ مساعد فى 29-6-1995م بعد تقديم خمسة أبحاث . . رسالة الماجستير . رسالة الدكتوراة . حديث القرآن والسنة عن العزة بحث منشور بمجلة كلية أصول الدين بأسيوط عام 1992م  . حلقات تليفزيونية عديدة بقنوات البدر والصعيد والقاهرة والنيل للأخبار . حلقات إذاعية بإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة شمال الصعيد

تعليقات

اقرا ايضاحاجة المسلم إلى قراءة المعوذتين الفلق والناس أخرج النسائي بسنده إلىﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻗﻮﺩ ﺑﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻘﺐ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﺎﺏ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻻ ﺗﺮﻛﺐ ﻳﺎ ﻋﻘﺒﺔ؟» ﻓﺄﺟﻠﻠﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﺐ ﻣﺮﻛﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻻ ﺗﺮﻛﺐ ﻳﺎ ﻋﻘﺒﺔ؟» ﻓﺄﺷﻔﻘﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻓﻨﺰﻝ ﻭﺭﻛﺒﺖ ﻫﻨﻴﻬﺔ، ﻭﻧﺰﻟﺖ، ﻭﺭﻛﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻻ ﺃﻋﻠﻤﻚ ﺳﻮﺭﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺳﻮﺭﺗﻴﻦ ﻗﺮﺃ ﺑﻬﻤﺎ اﻟﻨﺎﺱ؟» ﻓﺄﻗﺮﺃﻧﻲ ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ اﻟﻔﻠﻖ، ﻭﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺄﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻓﻘﺮﺃ ﺑﻬﻤﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮ ﺑﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ؟ اﻗﺮﺃ ﺑﻬﻤﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻤﺖ ﻭﻗﻤﺖ» رواه النسائي وغيره واللفظ له حديث رقم ٥٤٣٧وهو حديث حسن كما ذكر المحققون وحبذا لوقرأت قبلهما الإخلاص فبذلك تكون قد قرأت المعوذات وحصلت على عظيم الخيرات ..تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال. أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط