((تابع فوائد الإكثار من ذكر الله عز وجل ))
( ٣ )
نواصل حديثنا عن الفوائد المتعددة لذكر الله تعالى كما عرضها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
(اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻭﻥ)
ﺃﻥ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻠﻐﻮ ﻭاﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ. ﻓﻠﻴﺘﺨﻴﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻋﺠﺒﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻣﻊ اﻫﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ.
(اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻭﻥ) ﺃ
ﻧﻪ ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺬاﻛﺮ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﻳﺴﻌﺪ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ. ﻭاﻟﻐﺎﻓﻞ ﻭاﻟﻻﻏﻲ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻠﻐﻮﻩ ﻭﻏﻔﻠﺘﻪ ﻭﻳﺸﻘﻰ ﺑﻪ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ.
(اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻭﻥ)
ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻣﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺮﺓ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻪ ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺗﺮﺓ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. (اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻭﻥ)
ﺃﻧﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻜﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮﺓ ﺳﺒﺐ ﻹﻇﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ اﻟﺤﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺮﺷﻪ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺮ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺻﻬﺮﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ. ﻭﻫﺬا اﻟﺬاﻛﺮ ﻣﺴﺘﻈﻞ ﺑﻈﻞ ﻋﺮﺵ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
(اﻟﺜﻼﺛﻮﻥ)
ﺃﻥ اﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺑﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻌﻄﺎء اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺬاﻛﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ، ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﺫﻛﺮﻱ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ اﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ» . (اﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭاﻟﺜﻼﺛﻮﻥ)
ﺃﻧﻪ ﺃﻳﺴﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﺧﻒ ﺣﺮﻛﺎﺕ اﻟﺠﻮاﺭﺡ ﻭﺃﻳﺴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻮ ﺗﺤﺮﻙ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ اﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻭاﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻤﺸﻘﺔ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺫﻟﻚ.....
انتهى ما ذكره رحمه الله تعالى ونواصل لاحقا إن شاء الله تعالى تتمة الكلام .
وبعد فهنيئا لمن كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ..
هيا أيها الأحباب إلحقوا بهذا الركب العظيم ...
وانشروا هذه الفوائد كي تحصلوا على الثواب في الدنيا والآخرة ....
وتاعونا على هذه الصفحة العامة لمعرفة المزيد بعون الله تعالى ...
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق