تابع ردود على المشككين في القرآن الكريم
( الرد الثاني )
كل من يطعن فى القرآن بالزيادة أو النقص لم يسلك المسلك العلمي في عرض الموضوع .
وها نحن نورد الطريقة العظيمة التي كتب بها القرآن في عهد الخليفة الراشد سيدنا عثمان رضي الله عنه ، وخلاصة الأمر يتجلى في النقاط الآتية .
أوﻻ : .
اللجنة التي شكلها عثمان بن عفان رضي الله عنه لجمع المصحف :.
تكونت أولا من أربعة من خيار الصحابة كما في البخاري وهم : زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش .
هكذا ورد في صحيح البخاري .
وجاء في بعض المصادر أن عثمان رضي الله عنه أعانهم بالآتي أسماؤهم من خيار القراء .
6-أبي بن كعب
7-أنس بن مالك
8- عبد الله بن عباس
9- كثير بن أفلح
راجع البرهان في العناية بالقرآن د رمضان عطالله - من أراد الزيادة فليطاع هذا المرجع وغيره كالمناهل والمدخل الخ .
ثانيا
أرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة فبعثت إليه بالصحف التي عندها وهي الصحف التي جمع فيها القرآن على عهد أبي بكر رضي الله عنه .
ابتدأت اللجنة في كتابة القرآن وما كانوا يكتبونه كان يعرض على الصحابة حينئذ وفيهم عثمان وعلي - وتذكر أن سيدنا عليا كان موجودا وأقر كل ذلك لأن هذا الأمر له تعلق بالردود الآتية -
ثالثا
مما تواضع عليه أولئك الأعلام العظام ما يلي .
1- لم يكتبوا إلا ماتحققوا أنه قرآن كريم .
2- أن يكون المكتوب قد استقر في العرضة الأخيرة بين جبريل عليه السلام والمصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم .
3- أن يكون المكتوب مما أيقنوا صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم ينسخ .
4 - أن يكون المكتوب في المصحف له شاهدان على الأقل أنه مكتوب ومحفوظ على عهد الصطفى صلى الله عليه وسلم .
5 - بعد كل ذلك يقره جمهور الصحابة الموجودين وأولهم سيدنا عثمان وسيدنا على رضى الله عنه .
رابعا
بعد جمع القرآن والإتفاق على ذلك أمر عثمان رضي الله عنه بحرق ما سوى ذلك من المصاحف الخاصة التي كان الصحابة قد كتبوها لأنفسهم .
والسبب في ذلك حتى يقطع دابر الفتنة التي حدثت بين الناس في الأحرف السبعة وقول بعضهم لبعض قراءتي خير من قراءتك وشيخي خير من شيخك الخ .
خامسا
رضي الصحابة بهذا العمل العظيم وأجمعوا عليه :.
ونكتفي هنا بهذا القول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال ( يا معشر الناس اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان ، وقولكم حراق المصاحف ، فوالله ما حرقها أﻻ عن ملأ منا أصحاب رسول الله ) .
أورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال أخرجه ابن أبي داود في المصاحف بإسناد صحيح .
انظر فتح الباري عند شرحه لكتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن .
وفي بعض الروايات أن عليا رضي الله عنه قال ( لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المحاحف مثل الذي فعل عثمان )
رضي الله تعالى عن الجميع .
تلك خلاصة لأعظم عمل نفع المسلمين في كل زمان ومكان وهو ما قام به سيدنا عثمان بن عفان ، وهو الذي يسمح به المقام .
وسنوالي الردود لاحقا إن شاء الله تعالى ..
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق