( لينذر يوم التلاق )
سؤال والجواب عنه
يسأل بعض الأصدقاء : لماذا سمي يوم القيامة ( يوم التلاق في سورة غافر ) ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد
فقد سمى الله تعالى يوم القيامة في سورة غافر بذلك الاسم المتقدم قال تعالى : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق . يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )
ﻭﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ: .
ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ، ﺭﻭاﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ ﻋﻦ اﺑﻦﻋﺒﺎﺱ:
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭاﻵﺧﺮﻭﻥ، ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﺎﺗﻞ.
ﻭاﻟﺮاﺑﻊ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ.
ﻭاﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﺮء ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﺜﻌﻠﺒﻲ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻳﻮﻡ ﻫﻢ ﺑﺎﺭﺯﻭﻥ ﺃﻱ: ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء.
ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ:
ﻓﻬﻞ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ اﻝﻳﻮﻡ ﺷﻲء؟.
ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﻥ ﻻ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﺰاء ﻭﻟﻠﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮاﻝ: .
ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﺷﻲء، ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﺒﻞ ﻭﻻ ﻣﺪﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ.
ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﻤﺎﻭﺭﺩي
راجع زاد المسير عند تفسيره لسورة غافر عند هذه الآية
هذا وفي هاتين الآيتين تحذير شديد لكل ظالم أو آكل للمال الحرام الخ ..
تنبيهان
الأول
اعلموا أن حقوق العباد مؤجلة ليوم المعاد مادامت لم تتب منها برد الحقوق أو استسماح أصحابها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اﻟﻈﻠﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻭﻇﻠﻢ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻭﻇﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ .
ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: {ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}
, ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻬﻢ .
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺑﺮ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ» .
(ﺣﺴﻦ)
[ اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ اﻟﺒﺰاﺭ]
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ. اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ 1927.
راجع صحيح الجامع رقم ٣٩٦١
الثاني
احذروا يوما تلتقون فيه مع من ظلمتموهم أمام أحكم الحاكمين( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ...
ولا تعيشوا في الدنيا عيشة المغفلين الذين لم يستعدوا لهذا اليوم العظيم ..
اللهم بلغت اللهم فاشهد.
تنبيه
( شيروا ) تلك الفوائد لينتفع بها الناس ولكي تنالوا ثواب نشر العلم النبوي الشريف فالدال على الخير كفاعله كما ثبت ذلك عن المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم.
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال
أد / مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق