( (حكم من يحج كثيرا ولا يصلي إلا قليلا أو يعود بعد حجه لنشر الفواحش والمنكرات كما كان يصنع من قبل ) )
سؤال والجواب عنه
يسأل بعض الناس عن سلوك بعض الحجاج حيث إن بعضهم يكون سلوكه بعد الحج أسوأ من قبله .
بعضهم لا يصلي إلا قليلا اعتمادا على أنه رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه
الخ السلوك المعوج من البعض .؟
الجواب
كل هذه الأحوال المختلفة من السلوك المعوج تدل على الفهم الخاطئ للفرائض والأحكام في الإسلام ، والبعد عن هدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام لما يلي : .
أولا
الحج في الإسلام فريضة والصلاة فريضة أخري وكذلك الصيام والزكاة ..
وكذلك الفرائض أو الواجبات الأخرى من بر الوالدين ونحو ذلك ..
ولا يغني أداء فريضة عن أخرى كما لاتسقط الفريضة الثانية بأداء الأولى ونحو ذلك فلابد من القيام بكل ما افترضه الله تعالى على العبد .
ثانيا
بالنسبة إلى الصلاة على وجه الخصوص هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( آن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟
فيكمل به ما انتقص من الفريضة .
ثم يكون سائر عمله كذلك .
انظر سنن الترمذي أبواب الصلاة باب إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة .
وهو حديث صحيح لغيره
انظر صحيح الترغيب رقم 540
ثالثا
يستفاد من الحديث أن المسلم الملتزم عليه أن يقوم بما يلي
1 - أداء كل الفرائض لأن الحساب يوم القيامة يكون على جميع الفرائض أولا بأول وأولها فريضة الصلاة .
2 - أداء النوافل حتى إذا ظهر نقص في فرائضه إكمل النقص بما قام به من تطوع ..
رابعا
نقول لكل من يرجع من حجه لممارسة ما كان يصنعه من نشر الفواحش والمنكرات أو إيذاء الناس الخ
نقول لهم صنيعكم ذلك يدل على عدم قبول عبادتكم عند الله عز وجل لأن الحج حينئذ غير مبرور .
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
قيل وما بره ؟
قال ؛ إطعام الطعام وطيب الكلام .
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن كما ذكر المنذري في الترغيب .
وهو حديث صحيح لغيره
انظر صحيح الترغيب رقم 1104
وقال المحققون من أهل العلم إن علامة الحج المبرور أن يعود الحاج بعد حجه أحسن حالا من الحالة التي كانت قبل الحج ..
تنبيه
شيروا هذه الفوائد العظيمة حتى ينتفع بها الناس فالدال على الخير كفاعله كما ثبت عن النصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم .
وتابعونا على هذه الصفحة العامة لمعرفة المزيد بعون الله الحميد المجيد
أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسبوط
تعليقات
إرسال تعليق